رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللذة والرفاهية اللذة بطبيعتها تتناقض مع الدموع. والذى يعيش في لهو ومتعة ورفاهية، يتمتع بالمال والمادة والسلطة وكل متعة عالمية.. هذا الإنسان من أين تأتيه الدموع..؟! بل إنه يحتاج إلى دموع الناس عليه، لكيما يصل إلى حياة الدموع. الذى يحيا حياة اللذة والمتعة، يكره الدموع، لأنها تعكنن عليه!! وتقطع حبل متعته، وتكون كنشاز في اللحن ملاذه كل هذه الأشياء، حتى لا يفكر في أبديته! لذلك أبعد عن حياة اللذة، حينئذ تدرك تفاهتها، فتبكى على الأيام الذي ضيعتها فيها.. وحينئذ تنشد مع سليمان الحكيم "لكل باطل وقبض الريح"، "باطل الأباطيل، الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس" (جا1)... لقد قال هذه العبارات إنسان مجرب، ذاق كل متع الدنيا، على تعدد أنواع، وقال في ذلك "ومهما اشتهته عيناى، لم أمنعه عنهما" (جا2: 10). ومع ذلك وجد الكل الباطل، ووجد أنه "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا7: 3) ينبعى أن تعرف أن حياة اللذة، هى ضدك وليست لك. وهى تنسيك حقيقتك! الإبن الضال حينما كان يعيش في حياة اللذة العالمية، ما كان يدرى ما هو فيه. ولكنه وصل إلى التوبة وإلى انسحاق النفس، حينما عاد إلى نفسه، وشعر بسوء خالته وعندئذ فقط بدًا حياته الحقيقية كابن، وعاد إلى بيت أبيه.. كذلك نقول: إن الاستغراق في الضحك والمزاح، يمنع الدموع. حقًا كما قال الحكيم "البكاء وقت، وللضحك وقت" (جا 3: 4). ولكن مع ذلك فإن الذين يعيشون في حياة كلها مزاح وضحك، من الصعب أن يصلوا إلى حياة الدموع.. على الأقل في وقت ضحكهم، يكونون بعيدين عن الدموع. إذن، إن كانت حياة اللهو والضحك واللذة والمتعة، تمنع الدموع.. فإننا نقول من الناحية العكسية: إن التجارب والضيقات والأمراض والآلام هى من مسببات الدموع.. ففيها يشعر الإنسان بضعفه، وبثقل النير عليه، فيتجه إلى الله، ويسكب دموعه أمامه.. ولكن على شرط أن يقبل التجارب والضيقات بغير تذمر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عندما تقع في ضيق انتبه لهجوم اللذة لأن اللذة |
أوقات الراحة والرفاهية |
السعادة غير اللذة، وكذلك الفرح غير اللذة |
نظرة على مطبخ المستقبل والرفاهية المخبأة لك |
ثورة على الكسل والرفاهية |