رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي النظريات المختلفة حول عمل المسيح الكفاري على الصليب؟ الجواب: تعددت النظريات ووجهات النظر طوال تاريخ الكنيسة عن عمل المسيح الكفاري ، البعض منها صحيح والبعض الآخر خاطئ. وقد تم طرح تلك النظريات في أوقات متعددة ومن قبل أفراد و طوائف مختلفين. ومن أحد الأسباب المؤدية إلى ذلك، هو أن كل من العهد القديم والعهد الجديد قد كشفا الكثير من الحقائق عن عمل المسيح الكفاري على الصليب، ولذلك فإنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل ، العثور على "نظرية" واحده تلخص بشكل كامل أو تفسر أهمية هذا المعتقد. وبناء على ذلك فإننا سنحاول دراسة ما يقوله الكتاب المقدس، ونرجو من ذلك أن نكتشف غنى وتعدد جوانب عمل المسيح الكفاري، حيث أن الكتاب المقدس يوضح لنا العديد من الحقائق المتعلقة بفداء المسيح و عمله الكفاري. وهناك عامل آخر سيساهم في استيعابنا لعمل المسيح الكفاري ألا وهو أن نحاول دراسة معتقد الفداء في ضوء تجارب شعب الله في العهد القديم في ظل نظام الذبيحة. وحيث أنه من المهم جداً فهم عمل المسيح الكفاري والفداء بصورة صحيحة كمفتاح لفهم الكثير من أجزاء الكتاب المقدس، فإن تعدد و اختلاف النظريات عن عمل المسيح الكفاري يمكن في النهاية أن يكون شيئاً مفيداً. وعمل المسيح الكفاري على الصليب، والغرض منه وما حققه هو شيء واسع الثراء حتى أنه تم كتابة مجلدات عديدة عن هذا الموضوع، وستقوم هذه المقالة بتقديم صورة موجزة عن الكثير من النظريات التي تم طرحها من وقت لآخر. وبالنظر إلى وجهات النظر المختلفة التي تتناول عمل المسيح الكفاري، ويجب ألا يغيب عن بالنا حقيقة أن أي وجهة نظر لا تعترف بطبيعة الإنسان الخاطئة وبأهمية الفداء هي وجهة نظر خاطئة بل وأنها هرطقة. فدية لإبليس : هذا الرأي يقوم على أن عمل المسيح الكفاري على الصليب، قد تم كفدية دفعت لإبليس لشراء حرية الإنسان من عبودية الشيطان. وهو مبني على أن حالة الإنسان الروحية هي حالة عبودية للشيطان ، وأن موت المسيح هو لتأكيد الانتصار على الشيطان. وهذه النظرية لا تملك إلا القليل، إن وجد، من الدعم الروحي ولم يعتنقه الكثيرين طوال تاريخ الكنيسة. فأن هذه النظرية تركز على إبليس وليس الله ، وكأن إبليس هو الذي يجب أن يتم الدفع له للتكفير عن الخطيئة، وبالتالي نجد أن النظرية تتجاهل تماما مطالب عدل الله كما يتضح في جميع أجزاء الكتاب المقدس. كما أن لديها نظرة لإبليس وكأنه له سلطان أكبر كثيراَ مما لديه في الواقع . ولا يوجد أي تعضيد كتابي لفكرة أن الخطاة مدينون بأي شيء لإبليس، ولكننا نرى من خلال ما هو في الكتاب المقدس أن الله هو الذي يتطلب دفع ثمن الخطيئة. نظرية التلخيص: تقوم هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري قد غير مسار البشرية من العصيان إلى الطاعة. وتبنى على أساس أن حياة السيد المسيح قد قامت بتلخيص جميع مراحل حياة الإنسان ومن خلالها تغير مجرى العصيان التي بدأه آدم. ولكن لا يمكن إثبات صحة هذه النظرية كتابيا. النظرية الدراماتيكية : هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري على الصليب يؤكد الانتصار الإلهي في الصراع بين الخير والشر وتحرير الإنسان من عبودية الشيطان. وأن معنى موت المسيح هو تأكيد انتصار الله على إبليس، وتوفير وسيلة من خلالها يتحرر الإنسان من عبوديته للشيطان. نظرية الغموض: وتقوم هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري هو انتصار المسيح نفسه على طبيعته الآثمة من خلال قوة الروح القدس. والذين يؤمنون بهذه النظرية، يعتقدون أن معرفة هذا سيؤثر على الإنسان بصورة غامضة وسيقوم بإيقاظ ضميره. وهم يعتقدون أيضا أن حالة الإنسان الروحية هي ليست نتيجة لخطيئة بل لعدم وجود ضمير حي. ومن الواضح أن هذه الرأي هو أقرب النظريات للبدع ،حيث أن هذا الاعتقاد ينص على أن السيد المسيح كان له طبيعة خاطئة، في حين أن الكتاب المقدس واضح جداً أن الرب يسوع كان كاملاً وبلا عيب وبلا خطيئة في كل جوانب طبيعته (العبرانيين 4 : 15). النظرية التمثيلية : تقوم هذه النظرية على أن عمل المسيح الكفاري هو مجرد مثال للإنسان على الإيمان والطاعة لإلهام الإنسان بطاعة الله. والذين يؤمنون بهذا الرأي يعتقدون أن الإنسان حي روحيا وأن حياة السيد المسيح وفداءه كان مجرد مثالاً للإيمان الحقيقي والطاعة ، ومصدر إلهام للإنسان كي يعيش حياة الإيمان والطاعة مثل المسيح. و تتشابه هذه النظرية في المعنى مع نظرية التأثير المعنوي حيث أن كل من النظريات تنكر أن عدل الله هو الذي يتطلب دفع ثمن الخطيئة وأن موت المسيح على الصليب كان هو الثمن. والفرق الرئيسي بين نظرية التأثير الأخلاقي و النظرية التمثيلية هو أن الأولى تنص على أن موت المسيح يعلمنا كم يحبنا الله، بينما تنص الثانية على أن موت المسيح يعلمنا كيف نعيش. وبالتأكيد أن المسيح هو مثل أعلى لنا ، حتى في موته ، ولكن نرى أن النظرية التمثيلية تفشل في إدراك طبيعة الإنسان الخاطئة – وموته الروحي بالخطايا والذنوب (أفسس 1:2) وأيضاً أن عدل الله يتطلب دفع ثمن الخطيئة وأن الإنسان غير قادر على ذلك بالطبع. نظرية التأثير الأخلاقي: وتبنى هذه النظرية على الاعتقاد بأن عمل المسيح الكفاري قد تم لإظهار محبة الله لنا وعليها يتغير قلب الإنسان ويتجه للتوبة. وهنا نرى أن الإنسان مريض روحياً ويحتاج إلى مساعدة وأنه يقبل الغفران لما يراه من محبة الله للإنسان. وأن هدف ومعني موت المسيح هو إظهار محبة الله للبشر. وبالرغم التجارية:فداء المسيح هو المثال الأعلى لمحبة الله، فهذا المعتقد يعتبر أيضاً هرطقة إذ أنه بهمل طبيعة الإنسان الروحية وأجرة الخطيئة التي يتطلبها الله. ويترك البشر بلا ثمن يدفع عن خطاياهم. النظرية التجارية : وترى هذه النظرية أن موت المسيح قد تم لتمجيد الله. وعليها فقد قرر الله منح المسيح هبة لا يحتاجها، وأعطي المسيح بدوره هذه الهبة للإنسان. وهذا الاعتقاد يرجح أن حالة الإنسان الروحية كانت حالة مخزية، فمن خلال موت المسيح الذي مجد الله يمكن أن يخلص الخطاة. ونرى أن الحكومية:ة مثل غيرها، تنكر طبيعة الإنسان المتدهورة وحاجته لطبيعة جديدة والتي يمكنه فقط الحصول عليها من خلال المسيح (كورنثوس الثانية 17:5). النظرية الحكومية : ويرى هذا الرأي أن فداء المسيح هو دلالة على تقدير الله الكبير لقوانينه وموقفه من الخطيئة. وأنه من خلال موت المسيح يرى الله أن هناك سببا لغفران ذنوب الذين تابوا وقبلوا موت المسيح. و يؤمن معضدي هذه النظرية أن حالة الإنسان الروحية هي كمن خالف قانون الله الأخلاقي وأن معنى موت المسيح هو أن يكون بديلا عن عقوبة الخطيئة. ولأن المسيح قد دفع ثمن الخطيئة فأنه من الممكن قانونيا أن يغفر الله لمن يقبل المسيح. وهذه النظرة غير مكتملة حيث أنها لا تعلم أن المسيح قد دفع بالفعل عقوبة خطايا جميع بني البشر ، ولكنها تعلم أن معاناته قد أظهرت للبشرية أنه قد تم خرق قوانين الله وأنه قد تم دفع ثمن ما. نظريه الاستعاضة عن العقوبات: وترى هذه النظرية أن عمل المسيح الكفاري على الصليب كان عمل تعويضي عن التضحيات التي تطلبتها عدالة الله عن الخطيئة. وقد دفع المسيح عقوبة خطيئة الإنسان مما نتج عن المغفرة والمصالحة مع الله . والذين يؤمنون بهذا الرأي، يؤمنون بأن كل جزء من الإنسان، بما في ذلك عقله ، ومشاعره قد أفسدتها الخطيئة ، وأن الإنسان خاطئ وميت روحيا. وهذا الرأي ينص على أن موت المسيح قد دفع ثمن عقوبة الخطيئة للذين اختارهم الله للخلاص وأنه من خلال التوبة يمكن للإنسان قبول موت يسوع المسيح وعمله ككفارة عن الخطيئة. وهذه النظرية تؤيد بشكل دقيق للغاية وجهة نظر الكتاب المقدس عن الخطيئة، وطبيعة الإنسان، ونتائج موت المسيح على الصليب. |
|