رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عثر على الصندوق القديم في قرية صغيرة وهادئة، كان يعيش رجل مسن يُدعى "سامي". كان سامي معروفًا بحكمته وطيبة قلبه، وكان الناس يلجأون إليه دائمًا طلبًا للنصيحة والمساعدة. كان سامي يعيش وحيدًا في بيت صغير بجوار النهر، بعد أن فقد زوجته وابنه الوحيد في حادث مأساوي منذ سنوات طويلة. كل يوم، كان سامي يجلس على ضفاف النهر، يتأمل الماء الجاري ويسترجع ذكرياته مع أسرته. كان يشعر بالوحدة والحزن العميق، لكن كان لديه إيمان قوي بأن الحياة تستمر رغم الأحزان. كانت لديه عادة أن يكتب رسائل إلى زوجته وابنه، يحتفظ بها في صندوق قديم في غرفته، كوسيلة للتخفيف من آلامه. في أحد الأيام، وبينما كان يجلس على ضفاف النهر، وجد سامي طفلاً صغيرًا يبكي. اقترب منه وسأله عن سبب بكائه. أخبره الطفل أن والديه قد رحلا وتركاه وحيدًا، ولا يعرف ماذا يفعل أو إلى أين يذهب. شعر سامي بالحزن الشديد لمصير الطفل، وقرر أن يأخذه معه إلى بيته ويرعاه. مع مرور الأيام، بدأ الطفل يشعر بالأمان والراحة مع سامي. كان سامي يعلمه كل ما يعرفه عن الحياة، ويشاركه حكمته وقصصه. وكان سامي يشعر بأن هذا الطفل أعاد له بعض الأمل والحياة التي فقدها. ذات يوم، بينما كان الطفل يلعب في غرفة سامي، عثر على الصندوق القديم. فتحه ووجد الرسائل التي كتبها سامي إلى زوجته وابنه. بدأ يقرأها، ودموعه تنهمر من عينيه. تأثر الطفل بشدة بقصة سامي، وأدرك كم كان هذا الرجل المسن يعاني من الحزن والوحدة. عندما عاد سامي إلى البيت، وجد الطفل جالسًا بجوار الصندوق، وعيناه مليئتان بالدموع. سأل الطفل سامي عن الرسائل، وأخبره سامي بكل شيء عن أسرته وما حدث لهم. تأثر الطفل بشدة، وقال لسامي: "أنت كنت دائمًا تقول لي أن الحياة تستمر رغم الأحزان، وأنه يجب أن نبحث عن الأمل حتى في أحلك الأوقات. لكنك تحملت هذا الحزن وحدك لسنوات. لقد أعطيتني الحياة والأمل، وأريد أن أعطيك نفس الشيء." ابتسم سامي بحزن وقال: "نعم، يا بني. الحياة تستمر رغم كل شيء، والأمل هو ما يبقينا مستمرين. تعلمت من خلالك أن الحزن يمكن أن يخف عندما نشارك حبنا ووقتنا مع الآخرين." مرت السنوات، وكبر الطفل ليصبح شابًا ناضجًا. وكان دائمًا يذكر حكم سامي ويعيش بها. عندما حان وقت رحيل سامي، جلس الشاب بجانبه، وأمسك بيده وقال: "لقد علمتني أن الحياة مليئة بالألم، لكن أيضًا مليئة بالأمل والحب. سأبقى دائمًا ممتنًا لك." أغمض سامي عينيه بهدوء، ورحل عن هذا العالم بسلام، تاركًا وراءه إرثًا من الحكمة والحب. وكان الشاب يروي قصته للأجيال القادمة، ليعلمهم أن الحياة تستمر، وأن الأمل والحب هما القوة الحقيقية التي تجعلنا نتحمل أصعب الأوقات. **الحكمة:** "الحياة تستمر رغم الأحزان، والأمل والحب هما ما يجعلانا نتحمل ونواصل. لا تدع الحزن يعزلك، بل ابحث عن الأمل في الآخرين وشارك حبك، لأن في ذلك الشفاء الحقيقي." |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصندوق |
قصة الصندوق الفضى |
كل ده فى هذا الصندوق |
عبد المنعم أبو الفتوح: صوتي لمرسي ولو جاء الصندوق بشفيق سأحترم نتيجة الصندوق |
خلى بالكم مــ الصندوق |