رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«وَتَقُولُ لِهذَا الشَّعْبِ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَجْعَلُ أَمَامَكُمْ طَرِيقَ الْحَيَاةِ وَطَرِيقَ الْمَوْتِ. 9 الَّذِي يُقِيمُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ. وَالَّذِي يَخْرُجُ وَيَسْقُطُ إِلَى الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ يَحْيَا وَتَصِيرُ نَفْسُهُ لَهُ غَنِيمَةً. 10 لأَنِّي قَدْ جَعَلْتُ وَجْهِي عَلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ، يَقُولُ الرَّبُّ. لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ تُدْفَعُ فَيُحْرِقُهَا بِالنَّارِ. [8-10]. لم يعد أمام صدقيا ورجاله وكل الشعب إلا الاختيار بين أقل الأمرين مرارة: الاستسلام لبابل أو الموت. هذا ما فعلته الخطية بهم، إصرارهم على الخطية زمانًا طويلًا أفقدهم إمكانية التمتع بالحرية، ودخل بهم إلى ضرورة الانحناء إلى العبودية المرّة والسبي... ولكن إلى زمان، حتى يقدموا توبة صادقة، ورجوعًا حقيقيًا لله مخلصهم صانع العجائب. كانت الإجابة هي أن يشرب الملك ومن معه من السم الذي أعدوه لأنفسهم. جاءت هذه الإجابة تحطم كل أثر لإمكانية قبول إرميا أو احترامه وسط الكهنة أو القيادات المدنية أو الشعب. إذ بدت نصيحة إرميا كأنها استسلام لبابل، ورآها البعض خيانة وطنية وانحيازًا للعدو (إر 38: 17-21). قدم إرميا النبي ذات النصيحة أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، مؤكدًا للشعب أنه يلزمهم الخضوع للكلدانيين. لم يكن إرميا النبي يتكلم بمنطق الرجل السياسي أو العسكري، إنما منطق رجل الله الذي يوجه الكل نحو الخضوع للتأديب الإلهي كخطوة أولى نحو التجديد المقبل، كاعتراف مبدأي بالخطأ والرغبة في التوبة. جاءت مشورته هي أن يتجنبوا قتلهم بالخضوع في هدوء للبابليين، بدون مقاومة. حجته بسيطة وهي أن الله تخلى عن شعبه بسبب عدم ولائهم له وخيانتهم، لهذا صار سقوط أورشليم أمرًا حتميًا لا مفر منه. |
|