وكُلُّ بَشَرٍ يَرى خَلاصَ الله
عبارة" يَرى " فتشير إلى رؤية ما وراء التاريخ وهي رؤية الخلاص وما تستطيع أعين الجميع أن تراه، إذ يرى الإنسان ما يجري وما يقوم به يسوع المسيح من خلاص مما يُغيِّر تاريخ البشرية حيث يرى الإنسان الله ويعرفه ويختبر خلاصه. أمَّا عبارة "كُلُّ بَشَر" فتشير في الأصل اليوناني σὰρξ (تعني جسد) فتشير إلى كل إنسان، ويُعلق القديس أوغسطينوس "اعتاد الكتاب المقدَّس أن يصف الطبيعة البشريّة بقوله "كل جسد" ولا يعني جسدًا بدون نفس ولا عقل، بل "كل جسد" تعني "كل إنسان". تدل هذه العبارة إلى جميع شعوب العالم بأسره، فلا يراد بها شعب بني إسرائيل فحسب، بل جميع الناس في أقاصي الأرض قاطبة. لأن رحمة المخلِّص غير محدودة، فلم تخلِّص أُمَّة دون أخرى بل اِفتدى المسيح جميع الأمم. ويعلِّق القديس كيرلس الكبير، قائلًا: "كل إنسان أبصر خلاص الله الآب، لأنه أرسل ابنه فاديًا ومخلِّصًا، ولم يقتصر الأمر على قومٍ دون آخرين".