رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
تعيش عرائس خشبية كثيرة فى مدينة، و كل عروسه تختلف عن الأخرى، فبعضها
كبير الأنف، و الأخر ذو عيون صغيرة... بعضها كان طويلاً و الآخر قصيراً... منهم الرفيع و منهم السمين،... منهم الأحمر و الأخضر و الأزرق و الأصفر. و لكنهم كلهم يشتركون فى شىء واحد، و هو أنهم جميعاً كانوا صنعة يد إيلى النجار، الذى ورشته على أعلى الجبل الذى يطل على مدينة العرائس. أما العرائس فكانت لها هواية غريبة تستمتع بها، و هى لصق علامات على بعضهن البعض ... فكل عروسة كانت تحمل معها علبتين أينما ذهبت...واحدة بها نجوم ذهبية و الأخرى بها دوائر رمادية. و كانت العرائس الجميلة ذات الطلاء الامع الزاهى تحصل دائما على النجوم الذهبية، و كذلك من كان يستطيع القفز مسافات طويلة، أو ذوو الأصوات الجميلة، و كان من له موهبة مشابهة. أما الدوائر الرمادية فكانت من نصيب الأقل موهبة أو من لم يكن شكله جميلاً و طلاءه باهتاً. و العرائس التى يُلصق عليها نجوم ذهبية كانت تتحمس أكثر لتقوم بإنجازات أعظم، و هكذا تحصل على نجوم أخرى. أما العرائس المسكينة التى من نصيبها الدوائر الرمادية، فتصاب بإحباط و كآبة لا تقدر معها أن تقوم بأى عمل جيد... و هكذا يزداد نصيب الدوائر الرمادية لديها. و من هؤلاء العرائس... المسكين توتى...حاول كثيرا أن يقوم بأعمال تجلب له النجوم الذهبية... حاول أن يقفز عالياً فسقط، و تقشرت أجزاء من طلائه، و أخذ دائرة رمادية أخرى. و هكذا باءت كل محاولاته الأخرى بالفشل، لم يجنى منها سوى دوائر رمادية غطت كل جسمه الخشبى. و عندما كان يتشمى فى الشوارع، كانت العرائس الأخرى تصرخ فى وجهه : "لابد أنك عروسه شريرة، حتى يكون عليك كل هذه الدوائر". و البعض منهم كان يلصق له دائرة رمادية أخرى، فقط لأنه لا يملك نجوم ذهبية. اكتأب توتى، و ساءت حالته، فاعتزل باقى العرائس و قال فى نفسه :"لن أخرج من بيتى بعد الآن فأنا لا أريد دوائر رمادية أخرى". و هكذا كان يجلس فى شرفة منزله يراقب العرائس، و هم يلصقون علامات لبعضهم البعض طوال اليوم. إلى أن جاء اليوم الذى رأى فيه توتى منظراً غريباً... رأى عروسه لا تحمل عليها أية ملصقات فلا دوائر رمادية و لا نجوم ذهبية. شد هذا المنظر توتى و قال: "ما أجمل هذه العروسة أتمنى أن أصبح مثلها فأنا لا أريد نجوم ذهبيية، و لكنى أيضا لا أريد دوائر رمادية". نزل توتى سلالم منزله مسرعا و نادى: "لو سمحتِ..." تلفتت العروسة الخالية من الملصقات: "نعم" "أريد أن أعرف كيف أنه ليست عليكِِ نجوم أو دوائر؟" "إنى أذهب كل يوم إلى إيلى النجار و هو يعتنى بهذا الأمر... إذا كنت تريد التخلص من الدوائر الرمادية فعليك بالذهاب إليه" "و لكن لا أظن أنه سيُريد رؤيتى و أنا مُغطى بكل هذه الدوائر" "عليك بالذهاب و التجربة" تردد توتى كثيراً فى الذهاب لإيلى و لكن حالته كانت سيئة جداً فقرر أن يُجرب . صعد توتى الجبل و وصل حيث ورشة إيلى. طرق الباب و دخل... و ما أن رأه إيلى حتى قال له :"أهلاً يا توتى...إزيك يا حبيبى، وحشتنى قوى". "هل تعرفنى؟" "أعرفك؟ أنا من صنعك و أعطاك أسمك" "إذن هل أنت غضبان منى بسبب كل هذه الدوائر التى على". "لا بالعكس فأنا أحبك جداً، و لا تستطيع قوة فى الوجود أن تنقص من هذا الحب أبداً ... أنا أُحبك كما أنت، لأنى صنعتك" "و لكنى أُريد التخلص من كل هذه الدوائر، و لست أعلم ماذا أفعل؟" "عليك أن تثق فى محبتى فقط، و هذا سيساعدك أن لا تهتم بهذه الدوائر. و إذا لم تهتم بها، فستسقط من تلقاء نفسها، كما يجب عليك أن تصعد إلى هنا يومياً حتى أجدد حبى لك" "صحيح؟!! إذن أنا أثق أنك تحبنى، و أنا أيضاً أحبك بقلبى الصغير، و لا يهمنى شىء فى الوجود سوى حبك" و هنا سقطت أول دائرة أحبائى: هل نحن مثل هذه العرائس لا هم لنا سوى تقييم أخوتنا. فلنحذر لأنه بالدينونة التى نُدين بها نُدان" أم نحن مثل العروسة توتى، نعانى من صغر النفس و رأى الناس فينا .. لننظر فقط إلى شخص الرب يسوع، و نهتم برضاه هو وحده. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شاطئ رأس الرمل في مدينة العرائش |
بناء الكوماندانسيا في مدينة العرائش |
السياحة في مدينة العرائش |
تاريخ مدينة العرائش |
مدينة العرائش |