رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ
في الكنيسة كلنا أعضاء غُرسنا معاً ككرمة مختارة، من بذور سليمة كاملة، مهيأة لتثمر لكي تصير – عن حق – غُرس الرب للتمجيد، لنا غيرة الصبا، أي بدئنا في حياتنا مع الله وكلنا بغيرة حسنة، غيرة المبتدئين في طريق الحياة، وصار لنا محبة نحو الله، مثل محبة الخطيبين، وصار لا يهمنا شيء في هذا العالم وسرنا وراء الرب في البرية والطريق القفر، مستندين عليه بإيمان طفولي بسيط بدأ ينمو فينا مثل النبتة الصغيرة، وصرنا كلنا قدساً للرب، ولكن البعض بلا تحفظ سقط في الطريق ونظر للوراء، والبعض حاد عن الطريق بسبب عدم المثابرة، والبعض ضاع منه الهدف وتاه في زحمة الأفكار، والبعض بدأ يتكاسل فسقط في خطايا وانغمس في اللذات التي تؤذي النفس وتصيبها بالعطب، والبعض الآخر بدأ يفقد إيمانه لأنه صار مثل بطرس حينما سار على الماء فنظر للريح حوله فخاف من التجارب فاهتز إيمانه وتزعزع ثباته فبدأ يغرق في وسط العالم وهمومه ومشاكله الكثيرة، لأن من كثرة الهموم تختنق كلمة الله في القلب فلا تثمر، مثل النبتة الصغيرة الضعيفة التي تشرق عليها الشمس الحارقة فتذبل وتموت ولا تنمو لتأتي بثمر... لذلك يُطرح علينا كلنا نفس السؤال عينه في سفر إرميا النبي: فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ؟ (إرميا 2: 19)وهذا السؤال موجه لضمائرنا، لكي نقيس حياتنا الشخصية في واقعنا العملي المعاش على ما صنعه الرب وأعطاه لنا نحن المؤمنين باسمه !!! لأن من ثمر حياتنا نعلم من نحن وما الطريق الذي نسير فيه، لكي نميز حياتنا ونعرف عارنا من مجدنا، فنترك الهوان ونتوب بصدق متجهين نحو حمل الله رافع خطية العالم طالبين المجد المُعطى لنا في المسيح يسوع ربنا، لأن ماذا ينفع إنسان قد بنى بيتاً وجمله من الخارج بكل أنواع الزينة، وعمل حديقة رائعة الجمال ومن داخل البيت أهمله جداً وتركة بلا نوافذ ولا أبواب، فارغاً من كل شيء حتى صار فريسة لكل حشرة وكل وحش يدخله ليصير مسكناً ووكراً له، ولم يهيئه لكي يعيش فيه أو يستطيع أن يجلس فيه أحد، أو كيف يستفيد إنسان من اقتناء أرض وحقل كبير، وتركه بلا حارس أو راعي يرعاه فصار محل للغرباء يأكلون منه ويخربونه ويحرقون كل ما فيه: * ولم يستطع الرب أن يحتمل بعد من أجل شرّ أعمالكم من أجل الرجاسات التي فعلتم فصارت أرضكم خربة ودهشاً ولعنة بلا ساكن كهذا اليوم (إرميا 44: 22)بذلك قال الرب قديماً لشعبه المختار الذين رأوا عجاية العظيمة، قال لهم مع كهنتهم ورعاتهم: [ هكذا قال الرب: ماذا وجد فيَّ آبائكم من جور حتى ابتعدوا عني وساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً. ولم يقولوا أين هو الرب الذي أصعدنا من أرض مصر، الذي سار بنا في البرية في أرض قفر، وحفر في أرض يبوسة وظل الموت في أرض لم يعبرها رجل ولم يسكنها إنسان. وأتيت بكم إلى أرض بساتين لتأكلوا ثمرها وخيرها، فأتيتم ونجستم أرضي وجعلتم ميراثي رَجِساً. الكهنة لم يقولوا أين هو الرب، وأهل الشريعة لم يعرفوني، والرعاة عصوا عليَّ، والأنبياء تنبأوا ببعل وذهبوا وراء ما لا ينفع. لذلك أخاصمكم بعد يقول الرب وبني بنيكم أخاصم. فاعبروا جزائر كتيم وانظروا وارسلوا إلى قيدار وانتبهوا جداً وانظروا هل صار مثل هذا. هل بدلت أُمة آلهة وهي ليست آلهة، أما شعبي فقد بدل مجده بما لا ينفع. أبهتي أيتها السماوات من هذا واقشعري وتحيري جداً يقول الرب. لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبراً، آباراً مشققة لا تضبط ماء ] (إرميا 2: 5 – 13)*** أحياناً البعض يظن أن طالما هو في العهد الجديد فلا يهتم بتوبة، لأنه يقول أن الله خلصني ولن يتركني مهما ما فعلت من شرّ، غير مميزاً ما بين الضعف وبين الاستمرار في الخطية بدون أن يطلب معونة الله مستنداً على قدرته منتظراً ليلاً ونهاراً في مخدعه وإنجيله قوة الله وعمل نعمته فيه، لذلك يقول الرسول: [ لا تضلوا، الله لا يشمخ عليه، فأن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً ] (غلاطية 6: 7) فلا ينبغي علينا أن نهمل عطية الله الثمينة، ونهمل خلاصه العظيم، لأنه مكتوب: [ لذلك يجب أن نتنبه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته. لأنه أن كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة وكل تعدٍ ومعصية (كل من تعدى وعصى) نال مجازاة عادلة. فكيف ننجو نحن أن أهملنا خلاصاً هذا مقداره (في العظمة والمجد) قد ابتدأ الرب بالتكلم به، ثم تثبت لنا من الذين سمعوا (التلاميذ والرسل وكل من رأى وعاين الرب في الجسد). شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته. ] (عبرانيين 2: 1 – 4)[ لذلك كما يقول الروح القدس: "اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر. حيث جربني آباؤكم (أثاروا غضبي)، (مع أنهم) اختبروني (رأوا أعمالي وتذوقوا حناني) وأبصروا أعمالي أربعين سنة. لذلك مقت ذلك الجيل وقلت إنهم دائماً يضلون في قلوبهم ولكنهم لم يعرفوا سبلي. حتى أقسمت في غضبي: "لن يدخلوا راحتي". انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي. بل عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يُقسى أحد منكم بغرور الخطية. لأننا قد صرنا شركاء المسيح أن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية. إذ قيل اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط. فمن هم الذين إذ سمعوا اسخطوا أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى !!!. ومن مقت أربعين سنة أليس الذين أخطأوا الذين جثثهم سقطت في القفر !!!. و لمن أقسم لن يدخلوا راحته: الا للذين لم يطيعوا. فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الايمان ] (عبرانيين 3: 7 – 19) ولذلك يقول في سفر الرؤيا: [ فاذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وأُزحزح منارتك من مكانها أن لم تتب ] (رؤيا 2: 5)لذلك يا إخوتي كما قال الرسول: فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه (عبرانيين 4: 1)، فلا ينبغي أن نستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته علينا عالمين أن لطف الله هدفة يقتادنا إلى التوبة (رومية 2: 4)، التوبة الحقيقية ورفض كل ما لا يليق بحرية مجد أولاد الله الذين يتبعونه، فأن كان أمسنا قد مضى بالمعاصي وارتكاب الشرور، فليكن يومنا يوم توبة، يوم في سبيل المسيح فخر كل الدهور، لأنه هو حياتنا كلنا وقيامتنا آمين |
13 - 01 - 2015, 06:31 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ
ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
13 - 01 - 2015, 10:14 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ
شكرا على المرور
|
||||
|