رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كاتب سفر أيوب وتاريخ كتابته غير معروف على وجه التحقيق اسم كاتب هذا السفر. فيما يلي بعض الآراء: 1. يرى البعض أن هذا السفر سُجل في نفس عصر الحدث نفسه بواسطة أيوب نفسه، أو أليهو أحد أصدقائه الأربعة. 2. يرى كثير من الآباء أن موسى النبي كتبه وهو في مديان لتعزية الشعب الساقط تحت العبودية، وليثقوا في عمل الله معهم. ويميل الربيون إلى نسب السفر إلى موسى النبي. وكان رئيس الكهنة يقرأ سفر أيوب للتعزية قبل يوم كبير(24). 3. يرى البعض أن أليهو هو كاتب المناقشات، وأن موسى النبي كتب الأصحاحين الأولين (1، 2) والأصحاح الأخير، إذ دُعي الله "يهوه" في هذه الأصحاحات الثلاثة، ولم يُذكر إلا مرة واحد في المناقشات (أي 12: 9)، وهو الاسم الذي لم يعرفه الآباء الأولون قبل موسى (خر 6: 3). إذ كان الله يعرف بالقدير (شاداي)، وقد ذكر في السفر أكثر من ثلاثين مرة. واضح أن السفر كُتب قبل موسى النبي، حيث لم يشر إلى خروج إسرائيل من مصر حيث خلصهم الله من مرارة عبودية فرعون، ولا أشار إلى الناموس. لم يُوجه السفر إلى شعبٍ معينٍ، لكنه وُجد بين أسفار العهد القديم، مُوحى به من الله. يعتقد البعض أنه كُتب للشعب اليهودي كدرسٍ لهم عن عناية الله الفائقة لمحبيه وسط آلامهم وتجاربهم، غير أن طابع السفر جامعي، يحدث كل إنسان في البشرية دون تقيدٍ بجنسٍ معينٍ. إنه كتاب كل عصر لكل إنسان وكل أمة، تحتاج إليه كل البشرية في كل حين لتتلمس خطة الله من نحو الإنسان، ورعايته له. 4. يرى البعض أن الكاتب هو أحد العبرانيين الملمين بآداب بلادهم، وهو شاعر عبقري ومفكر عميق، انفتح على سرّ الله، وارتبط بمثالٍ أخلاقيٍ سامٍ، وأحس بشقاء الناس وبالضيق الذي يعيشون فيه. 5. سُجل في عصر سليمان؛ أخذ بهذا لوثر وFranz Delitzsch وآخرون. يستحسن بعض الدارسين هذا الرأي، لأن سليمان الحكيم كان مهتمًا بمعالجة المشاكل الواقعية في الحياة، وأن سفر الأمثال إلى حدٍ ما حمل ذات الفكر الذي لسفر أيوب. كل من السفرين يهتم بالحكمة كأمرٍ جوهريٍ وحيويٍ في حياة المؤمن. هذا وإن كان سليمان نفسه أو أحد معاصريه قد سجل السفر، فهذا يتفق مع انفتاح شخصية سليمان على الشعوب والأمم الأخرى. 6. كاتب السفر هو إشعياء أو حزقيا أو باروخ صديق إرميا. ويرى البعض أنه سُجل في وقت السبي، إما قبله مباشرة أو بعده، ربما في أيام حكم منسى. يعتمد أصحاب هذا الرأي على أن السفر جاء نتيجة تشكك البعض في عناية الله الذي سمح لإسرائيل بالهزيمة وحدوث كوارث على نطاقٍ واسعٍ. لكن بعض الدارسين رفضوا هذا، لأن السفر لم يعالج مشكلة الألم أو الكوارث على مستوى الجماعة أو الشعب، إنما على مستوى الفرد. ولأن ما حواه السفر سواء من جهة النظرة إلى الله أو إلى السلوكيات ليس أكثر تقدمًا مما كان للذين في عهد سليمان. يرى البعض أن سمو شخصية أيوب يمكن مقارنتها بشخصية ملكي صادق الذي التقى معه إبراهيم. 7. للأسف يعتقد بعض النقاد أن سفر أيوب هذا لم يُكتب بيدٍ واحدةٍ بل شكلت المقدمة (1:1-13:2) والخاتمة (7:42-17) خبرًا فولكلوريا يتحدث عن سمو رجل عاش في أرض عوص، فاشتهر في الشرق، وتنقل هذا الخبر على ألسنة الحكماء في الألف الثاني ووصل إلى أرض كنعان في أيام صموئيل وداود وسليمان، أي في القرنين الحادي عشر والعاشر ق.م، أي قبل السبي. ولما حلت الكارثة بأورشليم سنة 587 ق.م. خسر بنو يهوذا كل شيءٍ، فدفعهم الضياع الذي وقعوا فيه إلى التساؤل عن معنى وجودهم وعن صحة إيمانهم ببرّ الله وقداسته وعدله. فعاد أحد شعراء الفوج الثاني فوضع قصيدة (1:3-31 - 40؛ 10:38- 6:42) وطبعها بالطابع النبوي. قدم لنا بطلًا يتألم، ولا يعرف لماذا يتألم، وأصدقاء ثلاثة تجادلوا معه في معنى الوجود، وفي حقوق الإنسان تجاه عدالة البشر وعدالة الله (35:31 - 37). وبعد هذا جاء تلميذ لكاتب سفر أيوب فزاد خطبه أليهو (1:23- 34:37) ليدافع أيضًا عن الله، ويبني قيمة الألم الذي يؤدب الإنسان. كان هناك أناس يحسون بالمرارة (مرا 15:3) والغضب تجاه إله لم يفِ بمواعيده، فسُرد لهم خبر أيوب الذي تألم كما تألم بنو يهوذا. كان الشعب يعتبر أن له حقوقًا على الله، فأعلن سفر أيوب أن الله ليس تاجرًا نعطيه فيعطينا، لأن الإيمان الحقيقي يعلمنا المجانية. |
|