«لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً.» (غلاطية8:6)
لا أحد يستطيع أن يخطئ ويفلت من العقاب، ونتائج الخطيئة ليس فقط لا مفرَّ منها، بل إنها مريرة للغاية، وقد تبدو الخطيئة كقطةٍ غير مؤذية لكنها في النهاية كالأسد يفترس بلا رحمة.
إن بريق الخطيئة المُفترض ينال تغطية واسعة، ونادراً ما نسمع الجانب الآخر منها، وقليلون هم الذين يتركون وصفاً لسقوطهم وبؤسهم اللاحق.
هذا ما فعله أحد الكُتّاب الإيرلندييّن اللامعين، فلقد بدأ هذا الرجل ينشغل بالرذائل وأخذت رذيلة تقود إلى أخرى حتى أصبح متورطاً في دعاوى جنائية أوصلته أخيراً إلى السجن، فكتب ما يلي: «لقد أعطتني الآلهة كل شيء تقريباً. كان لي عبقرية واسمٌ مُتميّزٌ، مكانة إجتماعية مرموقة وذكاء وجرأة فكرية، جعلت الفنُ فلسفةً والفلسفةُ فناًّ، غيَّرتُ أفكار الناس ولون الأشياء ولم يكن هناك شيء قلته أو فعلته لم يجعل الناس يتساءلون، عاملت الفن كحقيقة سامية، والحياة كأنها نمط من الخيال، أيقظت مخيلة القَرن ليخلق أسطورة وخرافة من حولي، سخَّرت جميع الأنظمة في عبارة وكل الوجود في قصة ساخرة.
وإلى جانب كل هذه الأشياء، كان لدي ما هو مختلف، فقد سمحت لنفسي بأن أُغرى بعمق لفترات طويلة بسهولة بالشهوة التي لا معنى لها، ألهَيت نفسي بالتأنّق كرجل من الطبقات العليا، جمعت حولي المزايا الزهيدة والعقول العادية، وأصبحتُ أنا المُبذّر لعبقرّيتي، وإضاعة شبابي للأبد أعطتني فرحاً غريباً، ولما تعبت من البقاء في القمم إنزلقت عمداً إلى الأسافل بحثاً عن أحاسيس جديدة، وما كان لي مفارقة في مجال الفكر، وقد أصبحت الدعارة متداخلة في مجال العاطفة، والشهوة في النهاية كانت هي الداء أو الجنون أو كليهما معاً، أصبحت لا أهتم بحياة الآخرين، ومارست المتعة كما يرضيني واستمريت على ذلك، نسيت أن كل عمل صغير في اليوم العادي يبني أو يهدم الشخصية، ولذلك ما كان قد عمله الشخص في غرفة سريّة سيُعلن يوماً ما من على السطوح… لقد انتهيت بخزي رهيب». المقالة التي كتبت هذا الإعتراف تحمل إسماً ملائماً «من الأعماق».