|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مُتَسَلِّطٌ بِقُوَّتِهِ إِلَى الدَّهْرِ. عَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الأُمَمَ. الْمُتَمَرِّدُونَ لاَ يَرْفَعُنَّ أَنْفُسَهُمْ. سِلاَهْ [7]. ما فعله في الماضي يشهد لقدرته ولعنايته بمؤمنيه. هذه القدرة وهذا الحب لا يحدهما زمن ولا ومكان. فالله يعمل كل يوم إلى انقضاء الدهر، ويعمل في كل الأمم وفي حياة كل إنسان! يقول المرتل: "مُلكك مُلك كل الدهور وسلطانك في كل دورٍ فدورٍ" (مز 145: 13). هنا نفرح به على رجاء القيامة، أما في الأبدية فنفرح به على مستوى أبدي! لذلك يقول المرتل: "متسلط أو يحكم بقوته إلى الأبد" [7] * لنكون شركاء في قوته، فبقوته نصير أقوياء، أما هو فقوي بذاته. نحن مستنيرون، وهو النور الذي ينير. نحن إذ تركناه صرنا في الظلمة، أما هو فلا يترك ذاته. بحرارته نستدفئ، بانسحابنا منه نصير في بردٍ، وإذ نقترب إليه من جديد نصير في دفءٍ. لهذا ليتنا نتحدث معه لكي يحفظنا في قوته، فإننا فيه نفرح، الذي يملك بقوته إلى الأبد. القديس أغسطينوس *بقوله: "يسود بقوته إِلَى الدهر" يعني أنه سيد على الدهر وكل ما فيه، وبقدرته يستطيع أن يُنَجِّي المؤمنين من شرور الدهر كقول الرسول: لينجينا من الدهر الحاضر الشرير... قوله: "عيناه تراقبان الأمم" معناه أن الله يعتني بكافة الناس ليس بإسرائل فقط. بمعنى من حيث أن الإسرائيليين قد عصوا، رفع الله نظره عنهم وجعله ينظر إلى الأمم. إن الله الذي اهتم باليهود فقدم لهم الناموس والوعود الإلهية بالخلاص، تراقب عيناه بالحب جميع الأمم، ليقدم لكل البشرية من فيض عطاياه الإلهية. قوله "المتمردون" يدل على الإسرائيليين الذين أولًا تمردوا على الله في البرية، وثانيًا لما تجسد ابنه تمردوا بأفعالهم وأقوالهم. وأيضًا حين كان مصلوبًا سقوه خلًا ومرًا. وقد سبق الله وقال عنهم في نبوة دانيال: امضِ يا ابن الإنسان إلى بيت إسرائيل الذي تمرد عليّ. الأب أنثيموس الأورشليمي أما عن رعاية الله للجميع فيقول الحكيم: "في كل مكان عينا الرب مراقبتين الطالحين والصالحين" (أم 15: 3). "المتمردون لا يرفعن أنفسهم" بمعنى أن المتمردين على الله لا يرفعون قرنهم ولا يقدرون على مقاومة مشيئة الله. |
|