رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* ينبغي أن نعظ الغضوب بطريقةٍ، والحليم بطريقةٍ أخرى. علينا أن نقول للغضوبين إنهم عندما يهملون تطهير أرواحهم يندفعون بتهورٍ إلى أخطاءِ كثيرة حتى التي لا يقصدونها، لأنه من الواضح أن التهور يدفع الذهن إلى حيث لا يشاء أو يرغب. في مثل هذه الحالة الذين يسقطون في التهور يقومون بأفعال لا يدركون منتهاها، وسيندمون عليها عند الإقرار بفعلها. وعندما يتصرف غير الحلماء تحت تأثير العواطف يفعلون ذلك على عكس طبيعتهم، وبالكاد يدركون الخطأ الذي ارتكبوه. وعندما لا يقاومون الاضطرابات العقلية يقلبون الأمور الخيِّرة التي كان يمكن أن يفعلوها في حالة صفاء الذهن. وبالانفعال الفجائي يهدمون ما قد شيدوه بالعمل المتواصل الممتد. وحتى فضيلة المحبة، وهي أمٌ لكل الفضائل، تتوارى بسبب الغضب، لأنه مكتوب: "المحبة تتأنى وترفق." (1 كو 13: 4) لذلك إن اِنعدمت المحبة انتفى الحلم. وبسبب عدم الحلم، يتلاشى التعليم الذي هو تمريض للفضائل، فالكتاب يقول: "تَعَقُّلُ الإنسان يُبطئُ غَضَبَهُ" (أم 19: 11). فبقدر ما يفتقر الإنسان إلى الحلم بقدر ما يبدو وكأنه يضيق بالتعليم وهو لا يستطيع في الحقيقة أن يقتني ما هو صالح بالتعليم إنْ كان لم يتعلم في حياته الخاصة كيف يحتمل شرور الآخرين بهدوء بالٍ وسكينة. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|