نجد الرّب يُعلن للتلاميذ أنّهم قادرون على معاينة الله "فأُظهِرُ لَهُ نَفْسي"، لأنّ الرّب ذاته يُظهر لهم نفسه أي يُعلن الرَّبّ ذاته، ويحل في حياة التلميذ، إذ يجعل من حياته "مقاماً إلهيّاً". وهذه السكنى لا تتم دون توفّر الشَّرطَين: الحبّ وحفظ الوصايا. فشرط المعاينة هي ليست الرّغبة في المعرفة، في اللّمس والفهم والإدراك، بل إنَّ الشرط الوحيد هو الدخول في علاقة حبّ مع الرّب. فقط من يحبّ الله يمكنه أن يُعاين الله، لأنّ الله محبّة ومن يحيا المحبّة يشترك بالنِعمة، لا بالطبيعة، في جوهر الله نفسه. محبّة الإنسان لله ليست محبّة نظريّة، بل محبّة عمليّة، هي في أن نحيا في حياتنا وصايا الرَّبّ يسوع.