رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نعيش دون قلق؟
“لا تكونوا في هم من أي شيء كان، بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة والدعاء مع الشكر، فإن سلام الله الذي يفوق كل إدراك يحفظ قلوبكم وأذهانكم في المسيح يسوع.” (الرسالة الى أهل فيلبي ٤، ٧ – ٨) يقول القديس فرنسيس الأسيزي: “يحاول الشيطان وسط مشاغل ومخاوف هذه الحياة أن يُتعب قلب الرجل وأن يسكن فيه.” أما حياة القديس فرنسيس فكانت شهادة لقلب كان مسكن اللّه بامتياز. تخلى عن ثروة عائلته وقدم حياته للإنجيل وأسس حركة جديدة في الكنيسة أساسها الفقر والصلاة والجماعة. لم يكن فرنسيس يعرف عن مستقبل مغامرته هذه لكنه عاش دون قلق. كان فقير وسعيد، لا يملك شيء ولا يرغب إلا باللّه. غيّر صدق القديس فرنسيس وبساطته قلوب الكثيرين. فما كان قصد القديس بولس في رسالته؟ وكيف يمكننا أن نكون مثل القديس فرنسيس؟ وكيف نعيش دون قلق؟ إن القلق هو في جوهره نوع من أنواع الخوف. إن القلق استجابة طبيعيّة وجسديّة للخطر والصعوبة. وانطلاقاً من ذلك، فإن القلق (الخوف) ألم بحد ذاته. ويقول القديس توما الأكويني: “إن الخوف بمعناه العام يُشير الى حالة من التفادي وبالتالي لا يتضمن مفهوم الخير أو الشر: والأمر ينطبق على كلّ الالام الأخرى.” إذاً عند تفكيرنا بمعنى القلق والخوف، علينا أن نتذكر ان الخوف بحد ذاته لا يلقي مجالاً لا للوم ولا للثناء وما علينا التفكير به هو استجابتنا للخوف. إن الخوف أمر طبيعي وعبّر يسوع عن خوفه في جبل الزيتون دون أن يذعن للخطيئة. يصبح الخوف خطيئة عندما يسمح للألم بأن يتخطى المنطق. يُحتم علينا ان نختبر بعض الزمور التي يصعب تحملها حتى ولو كانت جحيم. وتساعدنا الشجاعة وجميع الفضائل والنعم التي تغدقها في قلبنا الحياة المسيحيّة على الاستمرار في كفاحنا. ما الخوف؟ وما معنى أن نخاف؟ يقول القديس توما: “كما أن غرض الأمل هو خيرٌ آتٍ، صعب لكن يمكن تحقيقه، هكذا فإن غرض الخوف هو شرٌ آت، صعب لكن لا يمكن مقاومته.” وبالتالي فإن الخوف هو نقيض الأمل، هو نقيض الرجاء. إن كان لنا أمل في شيء، نطوق اليه على الرغم من صعوبة الحصول عليه فننمو أما الخوف فهو ظل الشيطان الذي يلوح في الأفق الذي حتى ولو لم يكن موجوداً بعد، نعتقد انه آتٍ. ويعتبر الأكوبيني ان القلق هو نوع محدد من الخوف. ويقول القديس توما ان القلق يظهر عندما يكمن الشر في شيء خارجي (نقيض شيء في داخلنا) غير متوقع. يعني القلق عدم معرفة المصائب والأحزان القادمة. وهكذا، يستهلك القلق وهو خوف من شيء لا يمكن توقعه أو التنبؤ به أو استباقه الكثير من وقتنا وطاقتنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نحن نعيش في زمن |
إنى نعيش في زمن |
نعيش في زمن |
يجب أن نعيش كما نفكر، وإلا اضطررنا عاجلا أو آجلا أن نفكر كما نعيش |
نعيش فى زمن |