كيف نوفّق بين لاهوت الروح القدس وما جاء في الكتاب من أن الآب والابن أعطياه وأرسلاه وسكباه؟
* الجوهر الإلهي واحد، والأقانيم ثلاثة متساوون في القدرة والمجد. غير أن بينهم تميُّزًا في عمل كلٍ منهم في الفداء، فالآب أرسل الابن، والآب والابن أرسلا الروح القدس، والابن أكمل مشيئة الآب وقدم نفسه ذبيحة ليوفي العدل الإلهي حقه. وعمل الروح القدس في الفداء هو إنارة البشر وتبكيتهم على الخطية وتجديدهم وتقديسهم، ولذلك دُعي نظامنا الحاضر (نظام الإنجيل) خدمة الروح (2كو 3: 8) لأهمية عمل الروح في هذا النظام. على أن هذا لا يمس شأن الأقانيم أصلًا، ولا ينفي ألوهية أحدٍ منهم، ولا اشتراكه في الجوهر الواحد الإلهي.
أما إعطاء الروح القدس وسكبه فهو مجازي، يدل على ما يُحدثه الله فينا بواسطته من الأعمال الإلهية بحلوله في قلوبنا، وهو يشبه قول الرسول «البسوا الرب يسوع المسيح» (رو 13: 14) أي تشبَّهوا به، وقوله «لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح» (غل 3: 7).