|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روعة النقص هذه قصة من نسج الخيال...تصورتها بحسب ما انا فيه...ولااظنني على الحق المبين...لكني اظن في نفسي انني أفضل السيئين..فعذرا ان لم تعجبكمالقصة...او تظنونها مخالفة لما تعرفون...فكل ما كتبته ليس سوى كلمات...ان لم تكنمفيدة...فضررها وحسب ما أظن في أسوأ الاحوال ..طفيف..شكرا لكم كلكم.قصة بعنوان:روعة النقص سأل معاق الله: -لماذا يارب..خلقتني معاقا؟لماذا ياربي لم تخلقني مثلملايين الناس؟لماذا انا؟ ما ذنبي؟وما جريرتي وجريمتي؟لماذا كتبت علي ان ابقىمحتاجا للاخرين؟عطفا او مساعدة...لماذا؟؟؟؟ أجاب الناس: -خلقك الرب معاقا ليمتحنك...نعم انه يمتحنالناس...فالحياة امتحان منذ الولادة والى الممات...ومن ينجح بالامتحان يذهب الىالسعادة الابدية...ومن يفشل فيه...ينتهي به المطاف الى الندم الابدي. أجابه عالم بالطب: -يا بني...لادخل لله في عوقك...امك وابوك...لم يحتاطا فيرعايتك اثناء فترة الحمل...ولديك جين وراثي جعلك مستعدا لهذا التأثير..هذا كل مافي الامر. وجه المعاق ناظريه الى والديه...وهو يدمع..فقال والداه: -ابننا الحبيب..نحن لم نكن نعرف كيف تكون العناية في وقتالحمل...ولا حتى ان فترة الحمل تكون حساسة لهذه الدرجة...صدقنا يا ابننا العزيز...اننااشد المتألمين لألمك...وأكثر المحبين لك في هذا العالم....فليس لدينا ادنى ذنبفيما جرى عليك..ونحن مثلك في تساؤلك وهمك. التفت المعاق الى الرجل المتعلم وسأله: -ما ذنب والدي في جهلهما بما يترتب على فترة الحمل والتيادت بأهمالهم اياها ان اكون ما انا عليه الان؟ألم يكن واجبك ان تعلمهم؟ انتفهمهم؟فما دور ثقافتك وعلمك؟ أجابه المتعلم دون تردد: -انا عن نفسي يفرحني ان يتعلم كل الناس...ان يتثقف كلالناس...ان لا يجري ما جرى عليك مع احد من العالمين...لكن يا ولدي...السياسيين لميعيروا مسألة التعليم اهمية قصوى...لتصورهم الساذج بأن التعلم ترف اممي...فليسذنبي جهل والديك...انما ذنب من لم يخصص اموالا لبناء المدارس الكافية ويعمل خططاللتوعية. فألتفت المعاق الى السياسي الواقف جواره قائلا: -ما قولك فيما ادلى به المتعلم؟ اجابه السياسي: -صحيح ما قاله الاستاذ المتعلم...لكن ما باليدحيلة...فكم السياسيين الجهلاء أكثر وأكبر من صوتي أنا...فالغالبية منهم لا يهتملتلك الامور جهلا منه بأهميتها القصوى في وعلى حياة الانسان...ولا استطيع لوحدي اناغير او ان اوجه قضايا الناس نحو اهتمامهم...وحقيقة الامر ليست في ذات السياسيينانفسهم...انما فيمن اوصلهم الى سدة الحكم والقرار...وجعل مصيره مناط بأمكانياتهممهما كانت متدنية او منحطة...فالشعب يا بني هو من انتخبهم...وارادهم حكاماعليهم...مسلما ذلك مصيرهم ومستقبلهم بيد غير كفوءة...فليس ذنبي ان اكون مغردا خارجسرب الاخرين من السياسيين..وليس ذنبي ان لايكون لصوتي اثرا في تغيير الواقع ومنهما مررت به انت وما سيمر به الالاف غيرك. هذه المرة التفت المعاق الى جمع من الناس: -انتم بالفعل من انتخبتم من لم يكن اهلا لتحمل المسؤوليةسواءا بأمانته او بتخصصه في المجالات التي هي بحاجة لمن هو خبير بها...فلماذا فعلتمذلك؟ أجابه الناس بصوت واحد: -لا تلمنا يا هذا...فرجال الدين هم من اشاروا لنا بأنننتخبهم...لانهم يمثلون ما نعتقده من عقائد صحيحة وغير فاسدة...ولا تنسى بأننانقدس رجال الدين مهما كانوا...وكيفما كانوا...يكفي ان يرتدون لباسامعينا...ويصعدون المنابر...ويقرأون قرآنا...حتى تنهال منا نحوهم تعابير التقديسوالاجلال. اشاح المعاق بناظريه الى رجل دين يجاوره...فأستدرك رجلالدين قائلا: -اسمعني ولا تتعجل في الحكم علي...انا لم ادع الناسلانتخاب هذا او ذاك اعتباطا او تملقا...انما كل ما فهمته من دين الله اننا لابد منان نطيع الله كيفما كان ومهما كان امره وقضاءه...وبالتالي لابد من اتباع من يحسبونعلى ديننا اولا وعلى مذهبنا ثانيا..على اعتبارهم سائرين ولو ظاهريا بمسيرة نظنونعتقد انها طريق الحق...هذا ما تعلمناه وعلمناه منذ نعومة افكارنا نحو اللهوالدين..فعذرا ان ادت معرفتنا وفهمنا الى ما انت فيه...ولكل معركة ضحايا..المهم هوالخير العام. عنذاك..سكت الجميع..ولف المكان صمت مفاجيء...فأتى صوت منالسماء..كأنه الرعد..لكنه كان لطيفا وحفيفا ومطمئنا لكل سامع نادى: -يا ابني المعاق ...يا ولدي الصغير...أتظنني اراك على ماانت عليه ولا أتألم لألمك؟او ان مصيرك وهمك لا يعنيني؟انا ربك...انا المسؤول عنطيور السماء وحيتان البحر وسباع البر...اتعتقدني ادعك لحالك من دون عزاء؟ حبيبي ايها الانسان....لو ان الجسد يعني لي شيئا..لماجعلت اناس بيض واخرين سود...ولا جعلت اناس ذكورا واخرين اناث...ولما جعلت هنالكالطويل والقصير والمريض والصحيح...ولو كانت حياة الجسد تعنيني بشيء لما امت احدامن الناس انبيائي ورسلي واحبائي...كل ما يعني الجسد لا يعنيني انما ما يعنيني حقاهو روح الانسان فهي القادرة على النقاء والبقاء والبراءة والنماء...روح الانسانلايصبها الضرر...او العوق او انعدام البصر...روحك يابني...هي الوحيدة التي مني دونخلق...وهي بصمتي بكلي فيك..انت ايها المخلوق الجميل..الحبيب الرقيق...لاتظن بيسوءا وتحسبني خلقتك للشقاء...ولا تصغر رؤيتك وتحسبني خلقت جسدك للبقاء....ففيك ماهو ابدي مثلي وفيك ما هو زائل مثل جسدك...لاتعر اهمية كبرى لعوقك...فلو تعلم مااعلمه من بشر معاقين في انفسهم وعقولهم لفرحت كون عوقك جسدي فحسب...فالصحيح هوبنفسه الرقيقة وافكاره الصديقة وروحه الرفيقة...لا بجسده المتصلب..ولا بمزاجهالمتقلب..ولا بفكره المتعصب...فكم من ثري بائس...وصحيح عابس...وذو نفوذ ناقص...وكممن فقير كريم..ومعاق عظيم...ومظلوم مستقيم. فلا تأخذ بالناس جريرة ما جرى عليك...فلم يجري عليك حقاالا نقطة للشروع...نحو حياة حلوة...يشعر فيها كل من يساعدك بالفخر...وتكون بذلكمستدعيا للانسان المكنون تحت تخوم البشر...شكرا لك...ايها الابن الصديق...علىسؤالك النقي والبريء...أحبك مثلما لم أحب احدا من ما خلقت.انا الهك الذي اسكنقلبك...وابوك الروحي الذي يسهر علىروحك.أشكر ذاتي على وجودك...وأشكرك ان جعلت لوجودك معنى...استودعك محبتي ورحمتي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ارتباط النقص بالكمال |
النقص العاطفى |
عقدة النقص |
من الكمال الى النقص ! |
فن النقش على ورق الشجر |