رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأخبار السارة
قال السيد المسيح : قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ ( مرقس 1 : 15 ) كلمة "انجيل" تعني الاخبار السارة، او البشرى المفرحة. ونحن نستقبل عدة بشرى سارة في حياتنا: نجاح، وظيفة، زواج، مولود جديد...الخ إلا ان بشرى الانجيل هي أعظم بشرى سارة يمكن ان يتلقاها انسان. تسأل: اي بشرى هذه؟ الاجابة هي: ان الله يُحبّك. كيف يُمكن هذا؟ وما هو معناه؟ عشتَ طويلًا تشعر ان الوصايا والدين مُنزَل من الله لكي نطيعه - لكننا في الحقيقة لا نرى ان هناك دور لله في الحياة اليومية . وكأنما لا دخل لله بواقع الحياة، فقد كتبه من بعيد ونحن نعيشه فقط... البشرى السارة تقول ان هذا الكلام غير صحيح وان الله ليس بعيد عن الانسان او الحياة اليومية، لكنه موجود ويراقب ويتحرك ويُحرّك وانك تستطيع حتى التكلم معه، وايضًا الاستماع لكلامه. الله في وقت وحدتك موجود، انت تحتاج ان تدرك ذلك. ويخبرك الانجيل المقدس عن هذا الامر بالتحديد: أن الله لا يحتقر الانسان ولا يرفضه او يبتعد عنه، بل خلقه في الواقع ليكون على تواصل به. واقوى وسيلة تواصل استخدمها الله ليتكلّم الى البشر كانت بتجسّده في هيئة السيد المسيح. ان فهمنا للأشياء يزداد كلما تعمّقنا في معرفتها: فلو كنتَ لا تعرف نكهة التفاح، مثلًا، وأردتُ انا ان اخبرك عنها. فيمكن ان ارسم لك تفاحة، لكن هذا لا ينقل لك شيء عن طعمها. بعد ذلك قد أصف لك طعمها: قوية النسيج، مع حموضة معتدلة وحلاوة قليلة، لكنك ايضًا لن تعرف الطعم بالتحديد وستقارنها بالاطعمة التي تعرفها. ثم يمكن ان تشم رائحتها لتتوقع الطعم، ولكن الاجابة النهائية تكون حين تتذوق جزء من التفاحة. هكذا معرفتنا عن الله ايضًا: يمكن ان ننظر الى السماء ونفكر عن الله - وسنبني بعض المعتقدات، ويمكن ان يحدثنا شخص بمواصفات معينة له، فنعدّل من الصورة، اما اذا قرأنا كلامه فستتغيّر الامور جدًا - لكن تبقى هناك تفسيراتنا ونظرتنا للحياة بصورة عامة تؤثر على تلك الصورة. ولكن ، فيما لو كان بالامكان اما ان نصعد الى الله ونلتقي به حينها سنتأكد من حقيقة طبيعته. لكن هذا غير ممكن، فالانسان فُصِل عن الله قديمًا بسبب الخطيئة. فمحاولات التواصل من كتب وانبياء ورؤى واحلام، هي جميعها مبادرات من الله ليصل الينا، وليس نحن لنصل اليه - إلى ان استخدم الله روحه هي عندما تجسد كإنسان حالنا بالسيد المسيح. فمن خلال السيد المسيح، نحن نتواصل ونتعرف الله بافضل طريقة، لأن السيد المسيح هو الله وقد ظهر في جسد البشر. وهدف ذلك ليس فقط للتواصل جسديًا، بل ايضًا روحيًا في نهاية حياتنا. فالذي هو الطريق الى الله اليوم، لن يتغيّر في النهاية - لكنك به تأخذ ضمان الأبدية. كيف؟ لأنه ألغى نتيجة خطيئتك (الذي هو بعدك عن الله) وذلك من خلال تنفيذه العقوبة محلّك - فقد مات السيد المسيح، وهو قدّوس الله، ليكون جسرًا ينتقل به المؤمن من الموت (المُحَتّم) للحياة (المُحتمة). بمعنى ان السيد المسيح يضمن الحياة الابدية للإنسان. فهل تؤمن؟ هذه هي البشرى العظيمة، والتي هي هديّة للإنسان انعم الله عليه بها - لكن، تقديم الهدية غير كافي ويحتاج للمتلقي ان يكون راغبًا بالحصول عليها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أساس الأخبار السارة؛ الإنجيل |
ها هي الأخبار السارة تُعلَن لأول مرة على سهول بيت لحم |
الأخبار السارة ( لو 2: 10 ) |
لنشر الأخبار السارة |
أنشر الأخبار السارة في عالمك |