جاءت الأم تيريزا دي كلكوتا من ديرها الكائن في أفقر حيّ من الهند، تسأل لكي تستطيع المؤسسة أن تستمر في تطبيب فقرائها.
فقيل لها أنَّ هناكَ صاحب شركة كبيرة وغنية يتبرّع للفقراء، لكنّه لا يحبّ الراهبات. فقصدته إلى شركته، ودخلت مكتبه شارحةً له وضع المرضى المزدري في المؤسسة، ومَدّت يَدها مفتوحة قائلة ببسمة خجولة: "هل لسيدي أن يتحنّن على هؤلاء الفقراء ويخفّف من آلامهم، والله يعطيك بدل الواحد مئة؟" فقَهقَهَ بصوتٍ عالٍ مستهزئاً بها، وبصقَ في يدها. وبكلّ أعصاب باردة، وببسمتها المعروفة التي لا تُفارقُ محيّاها، قبضت على البصقة باليد الممدودة وأرجعتها قائلةً: "هذه، يا سيدي، كانت عطيتك لي"، ثمّ مدّت يدها الأخرى وقالت"ولهم ماذا ستعطيهم؟". تعجّب المدير من تصرّفها وإيمانها، فانحنى أمامها يطلب المعذرة، وأخذ دفتر الشيكات وكتب لها ما تريد.