|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هلّلوا يا عباد الربّ
المزمور المئة والخامس والثلاثون 1. "سبّحوا اسم الرب، سبّحوا يا عبيد الرب". بهذه الكلمات ينشد المزمور المئة والخامس والثلاثون مديحه باسم الجماعة تمجيدًا لله خالق الأرض ومخلص اسرائيل. يعبّر فيه المرتّل عن تقوى شعب الله بعد الجلاء ويورد الصلاة التي كان يرددها خلال عملهم العاملون الوضعاء في هيكل الرب. يبدو المزمور بشكل حوار يبدأه المحتفل (آ 1- 4): "سبحوا اسم الرب". فيجيبه كاهن أول (آ 5- 7): "لقد علمت أن الرب عظيم". ثم كاهن ثان (آ 8- 12): "هو الذي ضرب أبكار مصر". ثم يعود المحتفل فيقول (آ 13): "يا رب اسمك إلى الأبد". فيجيبه الشعب بفعل إيمان بالرب ورذل للأصنام (آ 14- 18). وينتهي المحتفل بدعوة المؤمنين إلى أن يباركوا الرب (آ 19- 20) فيهتفون: "مبارك الرب من صهيون الساكن في أورشلم. هللويا". 2. اله اسرائيل يمجّده شعب اسرائيل. آ 1- 4: مقدمة يدعو فيها المرتّل الشعب إلى تسبيح إله العهد. "وعبيد الرب" هم الشعب كله. آ 5- 7: قدرة الرب الخالق الذي كوّن شعبه وعمل ما عمل في السماء والأرض: "الرب عظيم وهو فوق جميع الآلهة". آ 8- 13: الله مخلّص شعبه لأنه يحبّه. خلّصهم من ظلم المصريين، وأسكنهم في أرض كنعان. آ 14- 18: الله أقوى من الاوثان الباطلة: "لها أفواه ولا تتكلّم. لها عيون ولا تبصر". آ 19- 21: الخاتمة: نداء جديد لمديح الله وتسبيحه: بيت اسرائيل بيت هارون، بيت لاوي، باركوا الرب. هذا المزمور يمدح إله اسرائيل بحسب إيمان اسرائيل: الرب هو الخالق، الرب هو سيّد التاريخ. ينشده الكهنة في بيت الله، والشعب في الاروقة. يبدأ المحتفل (رئيس الكهنة) فيجاوبه الكهنة واللاويون والشعب، كل بدوره، ويهتفون لاسم الله: هللويا. وعندما يذكرون اسم الله يذكرون أعماله وأولها الخلق ثم اختياره لشعبه: "يا رب اسمك إلى الأبد، يا رب ذكرك إلى جيل فجيل". الخلق: الله فوق جميع الآلهة (تث 32: 9). يصنع ما يشاء، ولا حدود لسلطانه. هو السيّد في السماء والأرض والغمر والبحار (سلطة بقية الآلهة محدودة). فكّر بالبروق والرعود والشتاء من أجل خير البشر، لأن كل ما فعله الله إنما هو لخير شعبه. الخروج من مصر ودخول أرض كنعان (آ 8- 12): يشدّد المزمور على أهميّة الخلاص من مصر. كما يجعلنا نفهم أن أرض كنعان تخصّ الله، وهو أورثها لشعبه، ولهذا يتعلّق بها شعبه هذا التعلّق. ومن تخلّى عن أرضه يكون قد ترك العهد وخان الرب ولم يعد من شعب الرب. 3. يدعو المزمور الكهنة واللاويين إلى تمجيد الله، لأنهم يتكلّمون باسم الجماعة. وسبب هذا التمجيد هو حبّ الله الذي بدأ يعمل من أجل شعبه منذ عهد سيناء كما قال سفر الخروج (19: 5): "أنتم تكونون لي خاصة من جميع الشعوب لأن جميع الأرض لي". الاله، الذي هو سيّد الكون، عزم بحرية تامة على أن يقطع عهده مع اسرائيل، فخلصه من شعب مصر وقاده خلال حروبه في أرض كنعان. ولهذا عندما يدعو الشعب ربّه، فكل دعوة إنما هي ذكر لأعمال ماضية، وصرخة يطلب فيها العون والمساعدة في حالته القاسية بعد الجلاء. 4. ينشد هذا المزمور عملاً ما كان يرجوه شعب أو انسان لو لم يفعله الرب. فإله بالعهد الذي هو فوق كل شيء، قد انحنى واختار اسرائيل بحنان وجعله مُلكًا خاصًا به. فكان عمله بداية لتاريخ الله في العالم الذي تمّ في شخص المسيح، اسرائيل الجديد. ولهذا عندما ننشد الرب على ما فعل في العهد القديم فنحن نتطلّع إلى المسيح الذي ظهر فيه حبّ الرب بكماله. عندما نتلو هذا المزمور، نحسّ أن كلماته تتوجّه إلينا وتطلب منّا أن ففهمها على ضوء كلام القديس بطرس في رسالته الاولى (2: 9- 10): "أما أنتم فنسل مختار وكهنوت ملوكي وأمّة مقدسة وشعب اقتناه الله لاعلان أفضاله، وهو الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب. وما كنتم شعبًا من قبل، أما اليوم فأنتم شعب الله. كنتم الآن لا تنالون الرحمة، وأما الآن فنلتموها". |
|