رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v اقتبس بيلاجيوس Pelagiusالعبارة التالية عن المزمور (مز 109: 17): "وأحب اللعنة فأتته، ولم يُسرّ بالبركة فتباعدت عنه". لكن من لا يعلم أن هذا خطأ، إنها لم تتم خلال الطبيعة كما خلقها الله، بل خلال الإرادة البشرية التي تباعدت عن الله؟ الحقيقة أنه حتى إن لم يحب اللعنة وإن اشتهى البركة، ولكن في هذا المثال ينكر أن إرادته كانت مُعانَة بالنعمة الإلهية، وبجحوده وعدم تقواه حُرِم من أن يحكم نفسه، فحُرِم من القيادة الإلهية، وجُلب عليه الدمار. هذا يمكن أن يُكتشَف بالتأديب أنه كان عاجزًا أن يحكم نفسه. بنفس الطريقة، في عبارة أخرى يقتبسها بيلاجيوس ... وضع أمامك النار والماء، فتمد يدك إلى ما شئت. الحياة والموت أمام الناس، فما يختارونه يُعطَى لهم؟ (راجع سي 15: 16-17). واضح أنه إن وضع يده في النار، وإن كان الشرّ والموت يسرّانه، فإن إرادته البشرية هي المسئولة. وبالعكس إن أَحَبّ الصلاح والحياة، ولم يجعل إرادته وحدها تُحَدِّد الاختيار، وإنما إرادته التي تُعِينها الإرادة الإلهية. فإن العين ليست كافية في ذاتها أن ترى، أي في الظلام، ولكي ترى لا يكفيها نورها الذاتي، ما لم يساعدها نور خارجي يجعلها قادرة على ذلك، وإلاَّ تكون الصرخات باطلة: "لا تملكني شهوة النهم ولا الزنا" (راجع سي 23: 6). الله يهب هذا الامتياز للذين يملك عليهم، وليس للذين يظنون أنهم قادرون أن يحكموا أنفسهم والذين في عنادٍ متكبرٍ يتطاولون بإرادتهم الذاتية ينكرون أن يقودهم الله. القديس أغسطينوس |
|