رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يكن يوسف يفكر في الماضي بمنظار بشري سقيم، وإنما ببصيرة روحية هي في الحقيقة عطية إلهية، فعوض توبيخ إخوته على ما ارتكبوه في حقه ظلمًا وما سببوه له من متاعب طوال السنوات الماضية، رأى يدّ الله القديرة وخطته الفائقة لخلاصه وخلاص أبيه وإخوته وأبنائهم من الموت. لم يجد وقتًا للحديث بل أراد أن يكرم الكل بالعمل الجاد، قائلًا: "أسرعوا اصعدوا إلى أبي"، وسألهم أن يقولوا لأبيه: "انزل إليّ لا تقف! إنه ليس وقت للكلام بل للعمل والخلاص من موت يتعرض له العالم لخمس سنوات قادمة! أما أرض جاسان التي أختارها يوسف لأبيه واخوته وكل أولادهم، وهي تقع شمال شرقي الدلتا، مكانها الآن محافظة الشرقية، تسمى أيضًا أرض رعمسيس (تك 47: 11). ومن أجود الأراضي، كانت أرضًا للرعي وقد أقام بها إسرائيل في أيام يوسف يرعون غنم فرعون وأغنامهم، وبقي إسرائيل بها حتى وقت الضيقة. أخيرًا فقد حسب المجد الذي له هو لأبيه واخوته، إذ يقول لهم: "وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر" [13]. أنه على عكس كثيرين حينما يغتنون أو ينالون كرامة يتجاهلون عائلاتهم ويتشامخون عليهم. لقد شعر يوسف أن ما قد بلغ إليه لا فضل له فيه إنما هو عمل الله من أجل أبيه واخوته لكي يتمجدوا ويحيوا. وبهذا صار صورة للسيد للمسيح الذي ترك مجده لأجلنا وعاد فتمجد بالمجد الذي له من قبل إنشاء العالم (يو 17: 5) لكي يرفعنا معه في مجده، كورثة للميراث. |
|