3فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. نلاحظ أن الوحى بيكرر كلمة ترشيش وقد كررها ثلاثة مرات فى هذه الآية , ومرة رابعة فى الآية التالية , يعنى بيتكلم عن ترشيش , وترشيش دى هى أسبانيا ! , وكلنا نعرف أن نينوى كانت فى إتجاه الشرق , وترشيش فى إتجاه الغرب , يعنى يونان لما فكر يهرب من ربنا , فربنا بيقول ليه روح الشرق , لكن يونان راح فى حتة تانية فى الإتجاه المعاكس خالص , يونان لم يستطيع أن يحتمل صراع الأفكار والعقل والمشاعر , فقرر أنه ينهى المشكلة بأنه يهرب من ربنا , بالرغم من أن المشكلة كانت أبسط من كده لأنه لو كان وقف أمام ربنا وصلى كان ربنا ممكن يحسم ليه هذا الصراع الذى بداخله , ويخلصه من البغضة والكراهية التى كانت مسيطرة على قلبه تجاه نينوى مدينة الأعداء , لكن يونان قرر كده أنه يقفل المواضيع مع ربنا , تماما زى الإنسان مننا لو أبتدى يعيش حياة روحية فيبتدى يلاقى متاعب وصراع ما بين الخير والشر , وما بين الحلال والحرام , وييجى يكون عايز يعمل حاجة يقول لأ , وبعدين يدخل فى صراع ونفسه تكون تعبانه فيقول يعنى علشان يريح نفسه من الصراع اللى جواه خلاص إذا كان ربنا حايجيب جوايا مشاكل ومتاعب وصراعات فى المشاعر والأفكار فأحسن حاجة أعملها أنا أيه ؟ أقفل على ربنا وبلاش من ربنا ده خالص علشان الواحد يستريح , فقرر يونان أنه يهرب من مواجهة هذه الأفكار بأنه يهرب من الله نفسه , ولكن إذا كان يونان ده إنسان الله ونبى ! كيف يتهيأ له أنه ممكن يهرب من ربنا ؟ هل من الممكن أن الإنسان يهرب من ربنا ؟ طيب حايروح فين من ربنا؟ ده داود فى مزمور 139: 7- 10