رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زيارة المجوس جـاء فى إنجيل متى ذكراً لحادثة زيارة مـجوس من المشرق الى أرض اليهودية:”وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».َلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا.وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.“(متى1:2-12). جاءوا من المشرق باحثين عن” المولود ملك اليهود” لأنهم رأوا علامة..”نجمـه فى المشرق”، فجاءوا “للسجود له” وإضطربت أورشليم وملكها هيرودس من تلك الزيارة..وإستمع المجوس لتلك النبؤة عن مكان ميلاد المدبر الذي يرعى شعب إسرائيل وعن مكانة بيت لحم و أيضا أصغوا الى رغبة هيرودس الخبيثة من ان يذهب هو ايضا للسجود..وغـادروا أورشليم وأرشدهم النجم الذى ظهر لهم فى الشرق الى مكان الصبي..”ورأوا الصبي مع مريم امه فخـروا وسجدوا لـه ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولبانا ومراً”.وإنصرفوا فى طريق اخرى الى كورتهم بعد ان أُوحي اليهم فى حلم ان لا يرجعوا الى هيرودس. المجــوس….من هم؟ ولأي غرض جاءوا؟ وما هى حقيقة النجم الذى ظهر؟ ولماذا ظهر لهم دون غيرهم؟ وما هذا النجم الذى يظهر ويتحرك ويختفى ثم يعاود الظهور؟.. المجوس تضاربت الأقوال عنهم فمن قائل إنهم حكماء من أهل العلم المشتغلين بأمور الفلك وكانوا فيما يقال ملوكــاً وأسماؤهم غضبار وبلطاشصر وملكيور وهناك من يقول ان عددهم لم يكن معروفا، والبعض يقول انهم من بلاد العرب والبعض يقول انهم كانوا من دولة الفرس وكانوا ينتظرون مخلصا فى معتقداتهم مولود من بتول وكانوا ينتظرونه كل الف سنة، وهؤلاء كانوا من رتبة الكهنة وهم ليسوا ملوكا بل هم طبقة ما بين الملوك والشعب، برعوا فى علم الفلك والنجوم وكان كل همهم رصد النجوم وظهر لهم نجم غريب لم يشاهدوه من قبل فرجعوا لكتبهم وعرفوا بالنبؤة فتبعوا هذا النجم بكل شغف ليعرفوا هذا المولود المخلص. ففوجئوا بانه يتحرك ويسير بخلاف عادة النجوم فى حركتها العادية وسار هذا النجم حتى بلاد فلسطين ثم اختفى. طبقا للعلماء المعاصرون فان ظاهرة ذلك النجم الذي ظهر للمجوس هو من المحتمل ان يكون هو اتصال لكوكب المشترى وكوكب زحل في مسار برج الحوت والذي فيه رأوا تلك الكواكب السمائية الكبيرة في مجموعتنا الشمسية معا والذي اعطى انطباعا انهم نجم كبير. هذا الاقتران ما بين كوكبي المشترى وزحل في برج الحوت نادرا ما يلاحظ وهو يحدث مرة كل 794 عاما. في عام 7 ما قبل الميلاد (وهو العام الذي من المحتمل ولد فيه السيد المسيح) حدثت تلك الظاهرة ثلاث مرات في 29 مايو وأول أكتوبر و5 ديسمبر). ان ظهور تلك الظاهرة ثلاث مرات لم تحدث مرة أخرى، ولقد تم ذلك الاكتشاف بمعرفة عالم الفلك الشهير Johannas Kepler عام 1603. لذلك كان ذلك الظهور علامة عن ان هناك شيئا هاما وخطيرا سيحدث في العالم نهاية زمن وبداية عهد جديد وهذا ما دفع هؤلاء المجوس ان يذهبوا. ظهر النجم للمجوس بعد مقابلتهم لهيرودس وارشدهم لبيت الطفل “ووقف حيث كان الصبي”..نجم غريب حقا. ان ظهور النجم للمجوس كان تأثيره عجيب عليهم فهم كانوا لن يصدقوا اى شيئ لكن نجم مثل هذا دفعهم للسفر والترحال الى اليهودية وإجتياز أخطار الطريق ثم اخطار مقابلة ملك اليهودية..”اين هو ملك اليهود لقد رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له”..جاء المجوس ليسجدوا بعدما رأوا العلامة..جاء المجوس لتعليم اليهود، فها هم اهل نينوى والمرأة السامرية والكنعانية وملكة التيمن صدقوا مارأوه وآمنوا، ولكن اليهود أهل النبؤات قست قلوبهم. نجم واحد ساروا ورائه..آمنوا وتجرأوا وتحدوا الملك..إنها شجاعة الإيمان. عجيب أمر هؤلاء المجوس.. انهم توقعوا ان يلقوا ملكاً من اجل هذا سألوا عليه فى بيت الملك، ولكنهم وجدوا طفلاً فى أقماط بدون حرس ولا جيوش..اي خير كانوا يترجونه وقد أبصروا أمامهم كوخا وأماً مسكينة..! ولكن الكتاب يقول عنهم “فخروا وسجدوا وقدموا له عطاياهم”.. “خروا” معناه إنسكاب القلب..”سجدوا” معناه إنسكاب الجسد..”قدموا” معناه إنسكاب النفس. لم يخافوا كما قلنا غضب او إضطهاد او تعذيب او هزء، ولم يكن عندهم وعد إلهي بالخلاص بل أقوال حكيمهم زرادشت ولكنهم بحثوا عنه وفتشوا. أن المجوس هم اول من آمن من الأمميين بالمسيح. إن هذا لا يعني مطلقا ان علم الفلك والسحر ورصد النجوم قد دفع هؤلاء المجوس لأن تؤمن، انهم كانوا حكماء وعرفوا بحكمتهم من هو المسيا الآتي لخلاص العالم أجمع. وعندما تقابلوا مع هيرودس، إضطرب هو وجميع من فى أورشليم. وأراد هيرودس ان يختبر صحة أقوال المجوس فطلب منهم الذهاب والتحقق وفى نفس الوقت أرسل جواسيسه وراءهم..فإن كان حقا هناك مولود سيصبح ملكا لليهودية بدلا منه ومن أولاده فليقتل. وبالفعل أصدر أوامره بقتل أطفال بيت لحم وكان هؤلاء الأطفال يتراوح أعمارهم ما دون العامين وبلغ عددهم بالألاف حسب أقوال بعض المفسرين هم أول شهداء المسيحية. ويقول هيرودس للمجوس “افحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه أخبروني لكي آتي انا أيضا وأسجد له”..ألم يقدر هذا الملك ان يذهب وحده لهذه البقعة ويسجد؟..عندما نسنع نحن عن آيات او ظهورات أو معجزات احيانا تنتابنا نفس أفكار هيرودس التدقيق..والشك. لماذا لانـقـل ليتمجد الرب دائما وابداً. يذكر الكتاب المقدس ان المجوس “قدموا عطاياهم”..ذهباً ولباناً ومـراً.. إنها رموز للملك والكهنوت والألم..فكأنهم يعلنوا ان هذا المولود هو ملك الملوك والكاهن الأعظم وعن طريق الألم سيملك ويخدم. وطبقا للعلامة أوريجون في القرن الثالث الميلادي الذي حدد ان عدد هؤلاء المجوس كانوا ثلاثة لأنهم قدموا ثلاث هدايا وحتى القرن السادس الميلادي عندما تم تحديد اسماءهم. ويذكر لنا الكتاب المقدس ايضا انهم بعد اللقاء بيسوع “إنصرفوا فى طريق أخرى الى كورتهم”، انه ليس هربا او تخوفا ولكنهم تغيـروا، جاءوا عن طريق وعادوا من طريق آخر، تغيرت حياتهم. “إذ أوحي اليهم فى حلم”..حلم ورؤيا يعني انهم امتلئوا نعمة وتغيروا فمن قبل اللقاء كان نجم يتحرك فى السماء وبعد لقاء يسوع كلمتهم السماء فى حلم كما كلمت يعقوب ويوسف ودانيال. هذه الحادثة تعطينا ايضا فكرة عن هيرودس الملك في سنواته الأخيرة فهو أصبح اكثر جنونا حتى انه قتل اكثر من 300 من قادة جيشه وفي نفس الوقت اصدر اوامر بقتل احد ابناؤه وايضا امر بحرق اثنان من الرابيين اي علماء الشريعة وهم احياء وبعدئذ امر بأن كل تلاميذهم واتباعهم ان يقتلوا. هذا هو هيرودس الذى استقبل المجوس من المشرق وكما جاء في انجيل القديس متى سنجد على الرغم من حدة جنون هيرودس لكنه احتفظ بعض الشيئ بهدوءه الديبلوماسي وايقن ان هؤلاء المجوس يمكن ان يكونوا خير مرشد ليجدوا الصبي ويخبروه فطلب منهم ان يجدوه ويخبروه. لكن المجوس قرروا ان لا يعودوا الى هيرودس(متى 12:2). عندئذ تقدم هيرودس الى خطوته المعتادة “غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ.“(متى16:2). في تلك المذبحة التى نفذها هيرودس لم تعد من افظع اعماله حتى ان المؤرخ اليهودي يوسيفوس اعتبر انه لا تستحق ان تذكر. علماء الكتاب المقدس قدروا ان 20 طفلا هم الذين يمكن ان ينطبق عليهم ما وصفه المجوس في تلك المنطقة ولكن من قتل كان اكثر من هذا. في سنوات هيرودس الأخيرة تجمع الى اكثر 7 جرائم قتل كان من الصعب ملاحظتها ولكن كانت مذبحة بيت لحم اكثرهم صدى:” حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ»“(متى17:2-18). بعد رحيل زوار المشرق من بيت لحم والتى كانت لها تأثير لمريم ويوسف عظيم وقوي وتأكيد لمهمتهما وتقوية لإيمانهما. |
|