من الصعب أن نقول كلام واحد لكل واحد 00
فكل شخص له ما يناسبه ، وما يناسب ظروفه 0
وأنت نفسك ، ربما يعوزك اليوم تدريب معين ، وقد يعوزك عكسه غدا 00 أو بعد ساعة 00
ربما يلزمك – فى هذه المناسبة بالذات – أن تصمت 0 وقد يلزمك جدا فى مناسبة أخرى أن تتكلم ، وتشعر فى أعماقك أنك ستدان على صمتك ، إن صمت !
إنسان لا يحسن الكلام ، أو أن كلامه يفهم على عكس المقصود منه ، أو يؤول فى ظروف معينة 0هذا يصلح له تدريب الصمت 0 وإنسان آخر مطالب بالشهادة للحق : إن صمت ، يكون صمته خطيئة 0
لذلك لا تقرأ كل كلام ، فتنفذه بدون تفكير ! إنما خذ منه ما يناسبك ، واترك الباقى لغيرك
وقد يأتيك إنسان يائس من خلاصه ، فتخفف عنه ، وتشرح له أن كل خطاياه لا شئ إلى جوار رحمة الله ومحبته 0 فإن رأيته ، أو رأيت غيره قد استهتر ، أستغل طول أناة الله فتحول إلى اللامبالاة ، حينئذ تكلمه عن بشاعة الخطية ، وعدل الله الذى يحاسب على كل شئ
وهكذا تعيد قول الرسول ( هوذا لطف الله وصرامته 000 ) ( رو 11 : 22 )
إذن للطف وقت ، وللصرامة وقت آخر 00
والحكيم يستخدم كلا منهما فى موضعه ، حيثما يناسب 0
الوداعة إذن لها وقت يناسبها ، والحزم له وقت يلزمه 0
والإنسان الحكيم لا يستخدم الحزم حين تلزم الوداعة ، ولا الوداعة حين يحبب الحزم 0 ولا تكون حياته واحدا منها بغير الآخر 0 فالشخصية المتكاملة تجمع الأمرين 00
وأنت فى حياتك ترى ألوانا من الطبائع ، وعديدا من الحالات وتحتاج فى المعاملة مع هذه المتناقضات ، إلى حكمة تدرس بها الحالة ، تتخير لها ما يناسبها ، إن حزما أو لطفا ، صمتا أو كلاما 000
كذلك حينما تقرأ 0 أقرأ فى حكمة وافراز ، حسبما يناسب طبيعتك وظروفك ، ولا تنفذ إلا بوعى 00
+ + +