24 - 10 - 2020, 03:18 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وَلْتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء
الأحد من الأسبوع الأخير بعد عيد الصليب
وَلْتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الـخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام. كُونُوا في الاجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين، وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين، وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين. بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا. إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَابْكُوا مَعَ البَاكِين. كُونُوا مُتَّفِقِينَ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، مُتَوَاضِعِينَ لا مُتَكَبِّرِين. لا تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم. ولا تُبَادِلُوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ، واعْتَنُوا بِعَمَلِ الـخَيْرِ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاس. سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاس، إِنْ أَمْكَن، عَلى قَدْرِ طَاقَتِكُم. لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، بَلِ اتْرُكُوا مَكَانًا لِغَضَبِ الله، لأَنَّهُ مَكْتُوب: “ليَ الانْتِقَامُ، يَقُولُ الرَّبّ، وَأَنَا أُجَازِي”. ولـكِنْ “إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فَأَسْقِهِ، فإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هـذَا تَرْكُمُ عَلى رأْسِهِ جَمْرَ نَار”. لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالـخَيْر.
قراءات النّهار: روما 12: 9-21 / متّى 25 : 31-46
التأمّل:
نجد في رسالة اليوم تدرّجًا في تعليم مار بولس فهو يدعو أوّلاً إلى المحبّة التي يشترط أن تكون “بِلا رِيَاء” وتتحرّك وفق طريقتين: “تَجَنُّبْ الشَّرّ” و “ملازِمَة الـخَيْر”.
في تجنّب الشرّ، يوصي الرّسول بالتالي: “بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا”، فحيث تدخل الصلاة يقوم الرّوح القدس بتحريك قلب الإنسان فيمتنع عن المعاملة بالمثل، في حالة الشرّ، ويكسر حلقة العنف وأفكار الشرّ والإنتقام الّذي هو أسوأ من المبادلة بالشرّ لأنّه يتضمّن إمكانيّات أوسع وأكثر شرًّا من التي إرتُكبت في حقّ من يعتبر نفسه مظلومًا. وهنا يقترح مار بولس، بدل المبادلة أو الإنتقام، إتّخاذ مبادرات خيّرة تحجّم الشرّ وتفتح آفاق الخير والمصالحة لختم مسار تجنّب الشرّ فبدل المنحى السلبيّ أو الحيادي (التجنّب) يدعونا إلى الإيجابيّة والمبادرة… أي بدل ردّة الفعل، يدعونا الرّسول إلى الفعل المبادر، أي فعل الخير!
أمّا التوصية بالمحبّة الأخويّة فتعاكس ما يحدث في هذه الأيّام فكثيرٌ من الأخوة في أيّامنا لا محبّة بينهم في حين أنّه يجب أن يكون قلب كلّ واحدٍ منهم على الآخر. وأمّا المحبّة المجّانيّة فيجب أن تتوجّه خاصّةً تجاه من لا يستطيعون مبادلتنا إيّاها ممّا يجعلها فعل تضامن حقيقيّ وهو ما ينقص الكثيرين في زماننا حيث يغلب البعد الإجتماعي على التضامن الصّادق! وهذا يستدعي التواضع كمفتاحٍ أساسيّ في سبيل إرساء علاقاتٍ طويلة المدى مع النّاس بعكس التكبّر الّذي يفخّخ أكثر العلاقات صلابةً. وبواقعيّة، ينصحنا الرّسول أن نعمل الخير “على قدر طاقتنا” دون أن نتّخذ ذلك حجّةً لنستسلم أو لندّعي الضعف بل لنشدّ الهمّة فنحن “صورة الله ومثاله”.
فهل أنت من المساهمين في تقليص الشرّ وإزدياد الخير؟
|