رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بارقة أمل جديد فى علاج سرطان الثدى والدم على هامش مؤتمره السنوى، ناقش المعهد القومى للأورام التطورات الطبية التى أحدثت طفرة فى تاريخ علاج السرطان، كما ألقى الضوء على أحدث العلاجات التى تمثل أملاً جديداً لمرضى سرطان الثدى وسرطان الدم الميلودى المزمن "اللوكيميا". وأكد د. علاء الحداد، رئيس المعهد القومى للأورام وأستاذ أورام الأطفال ورئيس المؤتمر، أن المعهد يهدف إلى تغيير المفهوم الخاطئ والسائد عن السرطان من خلال زيادة الوعى بأن العديد من أنواع السرطان أصبحت قابلة للشفاء تماماً. كما صرح د. علاء الحداد: "استطاعت الأبحاث الطبية الحديثة تطوير علاجات السرطان وتجديد آمال المرضى، خاصة مرضى سرطان الثدى والدم،" كما أضاف: "ويعتبر سرطان الثدى أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات فى مصر، حيث يمثل نحو 35% من إجمالى حالات السرطان التى تصيب السيدات، ويعالج المعهد القومى للأورام حالة سرطان ثدى بين كل خمس حالات تتلقى العلاج بالمعهد، وعلى الرغم من ذلك أصبح سرطان الثدى واحداً من أسهل أنواع السرطان وأكثرها قابلية للشفاء فى حالة الاكتشاف المبكر". وأوضح د. حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة وأستاذ أمراض الدم بالمعهد القومى للأورام قائلاً: "إن الاكتشافات الطبية قد حولت سرطان الدم من مرضاً مميتاً إلى أحد الأمراض التى تصل نسبة الشفاء منها إلى 70%." وأشار أن سرطان الدم الميلودى المزمن مرض خبيث يصيب الخلايا المكونة للدم والموجودة فى النخاع العظمى، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدم ومن الممكن أن ينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى. وتصل نسبة الإصابة بسرطان الدم الميلودى المزمن إلى 1.5% من بين كل 100 ألف شخص سنويا، بمتوسط عمر 40 عاما للمريض. وأضاف د. حسام كامل: "لم يكن لسرطان الدم الميلودى المزمن علاجات فعالة حتى عام 2000، وكانت عملية زرع النخاع هى الخيار الوحيد وكانت نسبة نجاحها محدودة بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفاة، إلى أن تم التوصل إلى العلاجات الموجهة الجديدة، والتى تنقسم إلى الجيل الأول والجيل الثاني، فعلاج الجيل الأول يسمى جليفيك (ايماتينيب)، وهو العلاج الأول من نوعه الذى منح المرضى أملاً فى العلاج، أما علاج الجيل الثانى و منه عقار تاسيجنا (نيلوتينيب)، والذى يعتبر نقلة نوعية فى تاريخ علاج سرطان الدم إذ منح المرضى أملاً جديداً ليس فقط فى العلاج بل فى الشفاء التام من المرض. وأثبتت الدراسات أن عقار تاسيجنا (نيلوتينيب) استطاع تحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة بنسب تصل إلى 45%- 85% مقارنة بعقاقير الجيل الأول." وفى سياق متصل بسرطان الثدى، أكد د. طارق شومان، رئيس قسم الأشعة بالمعهد القومى للأورام أنه يتم تشخيص أكثر من مليون سيدة بسرطان الثدى سنويا (حوالى 1.4 مليون فى 2008)، وأن الاكتشاف المبكر يرفع من معدلات الشفاء. وأشار إلى أنه مع بداية القرن الـ21 تم استحداث العلاجات الموجهة التى رفعت معدلات البقاء كثيراً، إذ انخفض معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الثددى من 60% فى 1992 إلى 40% عام 2009. وشددت الدكتورة رباب جعفر، أستاذ طب الأورام بالمعهد القومى للأورام، على أهمية الكشف المبكر باعتباره عاملاً أساسياً فى تحقيق معدلات شفاء أفضل، مشيرةً إلى أن حوالى 90% من حالات سرطان الثدى قابلة للشفاء التام إذا تم اكتشافها مبكراً. وأشادت سيادتها بالجهود المبذولة لتمكين المرضى من الكشف المبكر عن سرطان الثدى. وصرحت د رباب أنه "تعتبر نسبة حالات سرطان الثدى التى يتم تشخيصها فى مراحل متقدمة أحد أصعب التحديات التى نواجهها فى مصر، حيث تصل معدلاتها إلى ضعف الحالات التى تشخص فى مراحل مبكرة. وبالرغم من صعوبة علاج سرطان الثدى فى مراحله المتقدمة، فهناك مجموعة من التطورات العلاجية التى تساعد فى التعامل مع سرطان الثدى المتقدم، ومن أهمها اعتماد منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، والاتحاد الأوروبى عقار أفينيتور (إيفيروليموس) لعلاج حالات سرطان الثدى المتقدم والإيجابى لمستقبلات الهرمون R+. وجدير بالذكر أن عقار وأضافت د. رباب: "يتم علاج السيدات المصابة بسرطان الثدى المتقدم من خلال العلاج الهرمونى، وبعد فترة، من الممكن أن تقاوم الأورام هذه العلاجات، ولكن إضافة عقار أفينيتور (إيفيروليموس) يمنع مقاومة العلاج الهرمونى مما يسمح له بالعمل مجدداً. وقد أثبتت الدراسات أنه عند إضافة عقار أفينيتور (إيفيروليموس) إلى العلاج الهرمونى (اكسمستاين) يتوقف تقدم المرض لمدة 11 شهر تقريباً مقارنة بفترة 4.1 شهر عند استخدام العلاج الهرمونى منفردا." وأكدت د. رباب أن التأخير فى بدء علاج سرطان الثدى المتقدم له عواقب وخيمة، إذ أثبتت الدراسات أن السيدات اللاتى انتظرن أكثر من 60 يوماً على العلاج واجهن مجموعة من المخاطر الصحية مقارنة بالسيدات اللاتى بدأن العلاج بعد التشخيص مباشرةً. وقالت د.هبة الظواهرى، رئيس قسم الأورام بالمعهد القومى للأورام: "إن السيدات المصابة بسرطان الثدى تواجه مجموعة من الضغوط التى تؤثر فى نتائج العلاج." كما طالبت سيادتها برفع الوعى عن المرض، وصرحت: "يجب أن يكون لدينا ثقافة دعم مرضى سرطان الثدي، فلم يعد السرطان مرضاً بلا علاج. ومن الممكن أن ينجح الشفاء من سرطان الثدى فى معظم الحالات إذ تم اكتشافه مبكراً، فعلى السيدات وجراء الفحوصات الدورية للكشف عن أى مشكلات صحية مبكراً." وأضافت د. هبة: "مازال تخوف السيدات من جراحات الاستئصال التام للثدى سبباً رئيسياً فى امتناعهم عن الكشف المبكر. ولكن لم يعد ذلك هو الحل التقليدى فقد ساعدت العلاجات الجديدة على إجراء جراحات أبسط كثيراً، حيث يتم استئصال الورم فقط مع الحفاظ على الثدى". |
|