شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
التثنية 24 - تفسير سفر التثنيه
آية1:-اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها واطلقها من بيته.
الله يُبغض الطلاق ويعتبره غدر بشريك الحياة (مل16،15:2) ولكن الله سمح لهم من أجل قساوة قلوبهم وحتى لا يقتل الرجل زوجته التي لا يحبها (مت8:19) وكان الطلاق لا يتم شفاهة بل بكتاب طلاق = وكان هذا الكتاب يُكتب على أيدى أناس عقلاء وبشهادة شهود حتى يكون للزوج مُهلة من الوقت ليفكر فيها لعله يعدل عن فكره ولا يكون الطلاق نتيجة إنفعال سرعان ما يزول
الآيات 2-4:-و متى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل اخر.فان ابغضها الرجل الأخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها واطلقها من بيته أو اذا مات الرجل الأخير الذي اتخذها له زوجة.لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست لان ذلك رجس لدى الرب فلا تجلب خطية على الأرض التي يعطيك الرب الهك نصيبا.
لو تزوجت المرأة المطلقة بآخر لا يمكن لرجلها أن يستردها ثانية حتى لو مات الزوج الثاني. ولكن إذا لم تكن قد تزوجت كان يمكنه أن يستردها. وواضح من هنا أن الزواج بآخر يفسخ تمامًا كل علاقة بين الزوج وزوجته الأولى. وراجع (أر1:3) فالله هنا هو الزوج. والزوجة هي الشعب الخائن الذي طلقه الله وذهب وإرتبط بالأوثان. هنا لا يمكن رجوع الزوجة لزوجها ولكن الله من مراحمه يقول ولو رجعت سأقبلها!!
وكما أن كتاب الطلاق فرصة للتريث هكذا هذه الشريعة حتى لا يتهور الرجل ويطلق بسبب تافه
آية5:-اذا اتخذ رجل امراة جديدة فلا يخرج في الجند ولا يحمل عليه امر ما حرا يكون في بيته سنة واحدة ويسر امراته التي اخذها.
الدافع لهذا إنسانى فلا يجب أن يترك الرجل المتزوج إمرأته بعد أيام من زواجهما هذا بالإضافة أن نفسيته المتألمة ستؤثر على زملائه.
آية6:-لا يسترهن أحد رحى أو مرداتها لانه انما يسترهن حياة. مرداتها = المرداة هي الحجر العلوى للرحى. وهي من ردى الشيء أي كسره فهي تُستعمل لتكسير الحبوب وطحنها. وكان الناس يطحنون غلالهم يوميًا. فلو رهن الرحى لن يأكل لا هو ولا أولاده.
آية7:-اذا وجد رجل قد سرق نفسا من اخوته بني إسرائيل واسترقه وباعه يموت ذلك السارق فتنزع الشر من وسطك.
السرقة ممنوعة ولكن سرقة إنسان وبيعه كرقيق عقوبته الموت فهو إعتداء على حرية إنسان وحرمانه من أهله وأرضه. هذا عمل دنىء عقوبته الموت.
آية8،9:-احرص في ضربة البرص لتحفظ جدا وتعمل حسب كل ما يعلمك الكهنة واللاويون كما امرتهم تحرصون ان تعملوا. اذكر ما صنع الرب الهك بمريم في الطريق عند خروجكم من مصر.
عليهم تنفيذ الوصايا على البرص ولا يتساهلوا مع الكبار والأغنياء كما فعل موسى مع أخته. الآيات 11،10:-اذا اقرضت صاحبك قرضا ما فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهنا منه. في الخارج تقف و الرجل الذي تقرضه يخرج اليك الرهن إلى خارج.
دخول الدائن لبيت المدين فيه مذلة له. وحتى لا يكتشف الدائن حاله فيحتقره أو يكتشف أن عنده ما يبيعه أو يرهنه فيطمع فيه. والبيت من خصوصيات الناس، والله يهتم بعدم التعدى على خصوصيات الناس.
الآيات 13،12:-و ان كان رجلا فقيرا فلا تنم في رهنه. رد إليه الرهن عند غروب الشمس لكي ينام في ثوبه ويباركك فيكون لك بر لدى الرب الهك.
كان الفقير أحيانًا لا يجد غير ثوبه يرهنه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فكان الدائن عليه أن يرد له الثوب عند المساء لينام به فيباركه الرب لأنه لم يترك أخيه عاريًا يكون لك بر = خدمة محبة.
آية15،14:-لا تظلم اجيرا مسكينا وفقيرا من اخوتك أو من الغرباء الذين في ارضك في ابوابك. في يومه تعطيه اجرته ولا تغرب عليها الشمس لانه فقير واليها حامل نفسه لئلا يصرخ عليك إلى الرب فتكون عليك خطية. إليها حامل نفسه = أي أنه مُعلِّق كل أماله على هذه الأجرة مهما كانت ضئيلة.
آية16:- لا يقتل الاباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الاباء كل إنسان بخطيته يقتل.
يكون الحكم بالعدل على القاتل وحده وليس على أولاده، لمنع الثأر من الأقارب
آية17:-لا تعوج حكم الغريب واليتيم ولا تسترهن ثوب الارملة.
الحكم بالعدل للضعيف حتى إن كان غريبًا أو لا أحد يحميه كاليتيم والأرملة.
آية18:-و اذكر انك كنت عبدا في مصر ففداك الرب الهك من هناك لذلك انا اوصيك ان تعمل هذا الامر.
أذكر أن الله حررك من عبوديتك (حرركم جميعًا) فلا تستعبدون أحدًا.
الآيات 19-21:-اذا حصدت حصيدك في حقلك ونسيت حزمة في الحقل فلا ترجع لتاخذها للغريب و اليتيم والارملة تكون لكي يباركك الرب الهك في كل عمل يديك. واذا خبطت زيتونك فلا تراجع الاغصان وراءك للغريب واليتيم والارملة يكون. اذا قطفت كرمك فلا تعلله وراءك للغريب واليتيم والارملة يكون.
هذه مجموعة من الوصايا الإنسانية السامية فبضع عناقيد عنب أو حبات زيتون يتركها صاحب الحقل لن تجعله فقيرًا فالله سيعطيه بزيادة وبركة وهذا ما حدث مع بوعز.خبطت زيتونك = كانوا يخبطون أغصان الزيتون بعصى طويلة لكي تسقط الثمار فلا تعلله وراءك = أى لا تعود ثانية وتقطف ما قد تكون تركته على الشجر. وتترك الكرم بلا حبة عنب واحدة.