|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكتاب يعلّمنا أن الذهن إذا عمل بحيادية، في طاقته، ويمكنه أن يستنتج الأمور الصحيحة الخاصة بعلاقة الإنسان بالله، فحتى في الأوساط الوثنية يمكن للذهن أن يقرِّر أن هناك إله خالق «إذ معرفة الله ظاهرة فيهم (في متناول أفكارهم)... لأنهم لما عرفوا الله (أن هناك إله)» (رومية1: 19-21). وإذا لم يفعل ذلك فالسبب ليس لأن ذهنه عاجز، بل لأنه لا يريد ذلك. فهو لا يريد أي عائق أمام ذهنه يحول دون إشباع شهواته. كما أن الرب امتدح أحد الكتبة الذي جاء إليه وسأله بحيادية «أي وصية هي الأعظم في الناموس»، وسمع إجابة الرب، ثم ردّ عليه أيضًا بعقل حيادي، عندئذ قال الرب عنه وله «فلما رأى يسوع أنه أجاب بعقل قال له: لست بعيدًا عن ملكوت الله» (مرقس12: 34)؛ وذلك لأنه استخدم عقله استخدامًا صحيحًا، فأجاب بعقل. وكثيرون الآن يقفون، ولو لحظات، أمام الحقائق الأبدية الصحيحة، عندما تُعلَن لهم، إذا فكّروا فيها بجدية. لكن بسبب غلاظة قلوبهم، سرعان ما يصرفون أذهانهم عنها، ويعودوا بأفكارهم لرغباتهم. من كل هذا، نستنتج أن الإنسان مسؤول أمام الله، مهما حاول الشيطان أن يعمي ذهنه، فهو يستطيع أن يفكِّر ويستنتج ويتخذ القرار. ليس مطلوب منه قوة للتنفيذ، لأنه لا يستطيع وعاجز عن التنفيذ؛ لكن مطلوب منه القرار وليد التفكير الصحيح. وعندئذ يعطيه الرب الإمكانيات. |
|