رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس الشهيد هرمناغيلد الغوطي (+586م) 13 نيسان غربي (26 نيسان شرقي) كان لملك أسبانيا الغوطي لفيغيلد ابنان: هرمناغيلد وريكارد. هذان أنشأهما على الهرطقة لآريوسية التي كان يدين بها. لكنه روّج هرمناغيلد إلى ابنة ملك أوستراسيا الغاليّة. الفتاة كانت على الإيمان القويم. ولكي يضمن الملك استمرار ولدّيه في الحكم جعلهما شريكين له على مناطق محدّدة من أسبانيا. سافيل كانت حصّة هرمناغيلد. أسقف سافيل كان أرثوذكسياً. وهكذا بتأثير زوجته من ناحية وتعليم لايندر الأسقف القدّيس تخلّى هرمناغيلد عن الهرطقة الأريوسية واقتُبل في الكنيسة الأرثوذكسية بوضع الأيدي ومسحة الميرون. علم لفيغيلد الملك بما فعله ابنه فثارت ثائرته فشاء أن يحرمه من الميراث والمُلك وزوجته الأميرة وحتى الحياة مل لم يرجع إلى سابق إيمانه. حاصر لفيغيلد ابنه سنة كاملة في سافيل حتى لم يعد في وسع هرمناغيلد أن يدافع عن نفسه في عاصمته فهرب إلى قرطبة فإلى أوسّتو التي كانت مقاماً كنسياً مكرّماً لدى الأسبانيين قاطبة. هناك أقفل على نفسه مع ثلاثمائة من رجاله ثلاثة أشهر لكن المكان اقتحمه أبوه وأحرقه. أخيراً بعدما لجأ قدّيسنا إلى إحدى الكنائس أرسل إليه أبوه أخاه ريكارد ووعده بالصفح عنه إن هو خضع له وطلب الصفح منه. وهكذا صار. أسلم هرمناغيلد نفسه وألقى بنفسه عند قدمي أبيه وطلب منه الصفح، فتظاهر الأب بأنه سوف يتمّم ما وعد به. فلما بلغ معسكر أبيه جرّدوه من ثيابه الملكية وقيّدوه بالسلاسل وسجنوه في برج سافيل. هناك هدّد الأب ولده بالموت ما لم يعد إلى الآريوسية. وقد ألقاه في سجن رهيب وعامله بكل قسوة. كان شهيد المسيح يردّد على مسمع أبيه القول: "سوف أحافظ، حتى نَفَسي الأخير، على احترامي لك وإكرامي لشخصك والرقّة التي أدين لك بها، ولكن هل من الممكن أن تشتهي إيثاري المجد العالمي على الخلاص؟ إني أحسب التاج كلا شيء. أنا مستعد أن أتخلّى عن الصولجان وحياتي أيضاً ولكني لست مستعداً أن أتخلّى عن الحقيقة الإلهية". السجن بالنسبة إليه كان مدرسة للفضيلة. لذلك لبس المسح وزاد على ضيقات احتجازه أعمالاً نسكيّة، وبصلوات متّقدة رجا الله أن يُسبغ عليه القدرة والعون الضروريين للمضي إلى الأمام في معركة الحقّ. وجاء الفصح فأرسل إليه أبوه أسقفاً آريوسياً أثناء الليل. هذا عرض عليه استعادة امتيازاته إن هو قبل أن يتناول القدّسات من يده. لكن هرمناغيلد رفض العرض رفضاً قاطعاً. فلما عاد الأسقف إلى والد القدّيس ونقل إليه خبر ما جرى ثارت ثائرته من جديد وأرسل جنوده ليقتصّوا منه. دخل هؤلاء السجن فوجدوا القدّيس مستعدّاً بكل جسارة لتقبّل ضربة الموت. للحال ضربوا رأسه بفأس فهشّموه. هذا وقد نسب القدّيس غريغوريوس الكبير إلى هرمناغيلد هداية أخيه، الملك ريكارد، إلى الإيمان القويم وكذلك سائر مملكة الغوط في أسبانيا. فإن لفيغيلد الأب، لما درى بما جرى، نخسه قلبه. ومع أنه، هو نفسه، لم يهتدِ إلا أنه، وهو على فراش موته، أسلم ابنه ريكارد إلى القدّيس لايندر راغباً إليه أن يتعهّده كما تعهّد أخاه هرمناغيلد من قبله. استُشهد قدّيسنا ليلة الفصح المجيد في 13 نيسان سنة 586 م. وجسده باقٍ في سافيل إلى اليوم. |
|