كم من أحباء مرّوا بمواقف عصيبة، توقّع الناس من حولهم أن التجربة ستقضي عليهم، لكنهم ثبتوا بل شكروا. حمدوا وشهدوا لصلاح الله الذي “أرسل كلمته فشفاهم” وسندهم ورفعهم على الأذرع الأبدية. ضمَّهم الرب لصدره الحاني، فكانت نبضات قلبه الرقيق تبثّ في قلوبهم حنانًا لا تصفه الكلمات، وسلامًا عجيبًا يفوق كل التصورات؛ ففاضت قلوبهم بالشكر العميق. لم يكتفِ بعضهم بالشهادة الشفوية للرب بل سطروا بأقلامهم أعذب ترنيمات الحمد. “جوزيف سكريفن”، شاب تمزَّق قلبه حزنًا بسبب الموت المفاجئ لخطيبته المحبوبة، قبل الزفاف بأيام قليلة. رفع عينيه الدامعتين للسماء ليجد في العلا صديقًا عظيمًا يسنده ويهون عليه ثقل التجربة الأليمة، فسطر كلمات هذه الترنيمة المشهورة التي شجعت ملايين المؤمنين المجربين والتي يقول مطلعها:
يا تُرَى أيُّ صديقٍ مثلُ فادينا الحبيبْ
يَحمِلُ الأثقالَ عَنَّا وكذا الهَمَّ المُذيــبْ