1- المسيح النبي: النبي هو من يتكلم بكلام الله نيابة عن الله، فالله يقول لموسى:" انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبيك" ( خروج 7: 1) أي المتكلم عنك. فالنبي يسمع الكلام من الله، أو يرى رؤيا، ثم يعلن ما سمعه أو ما رآه ( التثنية 18: 18)، فكانت خدمته سلبية حيث أنه يستقبل كلاماً، وإيجابية حيث أنه يعلن ما وصله من رسالة. فمع أن الله قد كلم " أبيمالك" ( تكوين 20: 3- 7)، وفرعون في حلم ( تكوين 41: 1- 8و 25)، وكذلك نبوخذ نصر ( دانيال 2: 1- 45)، إلا أنهم لا يعتبرون أنبياء، لأن الكلام كان لهم هم وليس لتبليغه لآخرين. كما أن النبي كان يخبر بأمور هي في طي الغيب ولا تتحقق إلا في المستقبل.
والعهد القديم، يتنبأ عن المسيح/ المسيا، بأنه سيكون " نبياً" ( راجع تثنية 18: 15 وقابلها مع أعمال الرسل 3: 22- 23). وهذا الوصف ينطبق على " يسوع المسيح"؛ إذ أنه كـ"نبي" قد قتم بالدور الإيجابي والسلبي، مندمجين معاً، مما يعني بأنه " النبي". كما أن نبؤات العهد القديم تتطابق معه وحده- وهذا ما يختلف فيه اليهود مع المسيحيين- وهو ما سنراه كما يلي:
يتنبأ العهد القديم بأن المسيح سيكون نبياً، فنجد بأن السيد المسيح قد أشار إلى نفسه كنبي ( متى 13: 57، لوقا 13: 33)، وبأنه يُخبر بما يسمعه من الله الاب ( يوحنا 8: 8: 26- 28، 12: 49- 50، 14: 10). بل أن الناس قد رأوا فيه " ببياً" ( متى 21: 11و 46، لوقا 7: 16، 24: 19، يوحنا 3: 2، 4: 19، 6: 14، 7: 40، 9: 17).