منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 06 - 2012, 04:05 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

كان ألوجيوس هذا رجلاً مُثقفاً بعلوم الدنيا وكان منغمساً في الملذات، ولكنه إذ أحس بغرور الدنيا باع كل شيء وأبقى لنفسه قليلاً من المال لمعيشته، لأنه كان لا يتقن صنعة. وإذ كان لا يرغب في معيشة الجماعات، فضَّل أن يحيا بمفرده. وبينما كان ماراً بسوق المدينة رأى رجلاً مُقعداً ليس له يدان ولا رجلان، لا يملك إلا لسانه يستعطف به المارة.
وعندما رآه ألوجيوس وقف يتأمله أمام الله متعهداً:
- سيدي الرب إكراماً لإسمك سآخذ هذا المقعد وأخدمه وأعتني به حتى الموت، عساي أيها الرب الإله أن أخلص بسببه، فاسمح وامنحنى أن أحتمل هذا العبء!!
ثم اقترب من المُقعد وقال له:
- أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك؟
فأجابه المقعد:
- نعم بكل تأكيد!
فقال ألوجيوس:
- إذن انتظر حتى آتيك بدابتي ...
وذهب واستحضر بغلة وأركبه غرفة ضيافته الخاصة، وبدأ يعتني به.
وهكذا عاش المقعد خمسة عشر سنة، وألوجيوس يعتني به، يغسله ويهندمه ويخدمه بيديه ويقوم بكل حاجاته !
ولكن بعد هذه السنين الخمس عشرة، طغاه الشيطان وجعله يقاوم ألوجيوس ويقارعه ويهينه ويشتمه بأقبح الألفاظ، وزاد أيضاً باتهامات كاذبة وإثارات جارحة، فكان يقول لألوجيوس:
- أيها القاتل الهارب من ضميرك، أنت تصرف عليَّ من أموالك المغتصبة وتود أن تخلُص على حسابي؟! إرجع بي إلى السوق من حيث أخذتني، أنا أشتهي أن آكل لحماً ...
فحاول ألوجيوس أن يطيب خاطره واشترى له لحماً حسب شهوته، فعاد يقول:
- أنا هنا زهقان وأريد أن أعيش وسط زحام الناس، أنا أشتهي الجلوس في السوق. هل تريد أن تبقيني هنا بالقوة؟ خذني إلى الموضع الذي وجدتني فيه!!
وزاد في تعنيفه لألوجيوس حتى كأنه يريد أن يضربه لولا أنه لا يملك لا يدين ولا رجلين!
أما ألوجيوس فذهب إلى النُساك والمتوحدين الذين بجواره يسألهم: "ماذا أعمل بهذا المقعد الذي جعلني في يأس من أمري؟ هل أخلي سبيله وأرميه في السوق كما كان، وأنا قد أخذت عهداً على نفسي وأخاف الله، أم أني أبقيه وهو يزعجني بهذا الحال؟"
فأجابه الشيوخ جميعاً: "كما يقول لك كبيرنا إفعل، فهو لا يزال يعيش (أي أنهم لا يستطيعون أن يعطوه مشورة وأنطونيوس حي). خذ المُقعّد معك في مركب وأهب به إلى الدير وانتظر حتى يأتي "الكبير" من مغراته إلى الدير واطرح الأمر أمامه، ومهما قال لك اتبع مشورته، لأن الله سيتكلم لك على لسانه".
فخضع ألوجيوس لمشورتهم ووضع المقعد في مركب نهرية وأبحر جنوباً إلى الدير الذي يسكنه تلاميذ أنطونيوس.
وحدث أن أتى الأب الكبير في المساء ثاني يوم في وقت متأخر جداً من الليل، ملتفاً برداء من الجلد. ومن عادة الأب أنطونيوس عند دخوله الدير أن يسأل تلميذه مكاريوس: "هل أتى أحد من الإخوة؟" فإذ كان قد حضر أحد يعود فيسأله "من مصر أم من أورشليم؟"، لأن الأب كان قد أعطاه هذه القاعدة للتمييز: "إذا كانوا إخوة من الدوَّارين المتهاونين تقول: من مصر، أما إذ كانوا قديسين ونشطاء ذوي إفراز تقول: من أورشليم (أي سمائيين)"!

فلما دخل الأب الدير سمعناه يسأل تلاميذه: "هل الأخوة من مصر أم من أورشليم؟"، فأجابه تلميذه: "خليط"!
وكان الأب الكبير قد اعتاد إذا كان الإخوة من "مصر" أن يبادر بقوله: "جهز لهم العدس وأصلح لهم المائدة ليأكلوا"، ويصلي عليهم صلاة ويستودع منهم ويخرج (من المضيفة). أما إذا كان الإخوة من "أورشليم" فإنه يجلس معهم طول الليل يتكلم معهم من أجل خلاص النفس!

أما في هذه الليلة أنه دعانا وجلس معنا دون أن يسأل أي واحد منا عن اسمه. وبعد مدة سمعناه ينادي بيننا: "ألوجيوس ألوجيوس ألوجيوس ... وألوجيوس معجب وصامت لا يرد، معتقداً أنه ينادي ألوجيوس آخر !! وإذ بالقديس يشاور على ألوجيوس ويقول له: "أنا أقصدك أنت يا إسكندراني!" ... ثم سأله: "ما الذي دعاك إلى المجيء إلينا؟"
فأجاب ألوجيوس: "الذي أعلمك بإسمي هو يقول لك مسألتي"
فرد عليه القديس: "أنا أعلم لماذا أتيت ولكن أخبر الإخوة حتى يسمعوا كلهم"
فابتدأ ألوجيوس يتكلم: "لقد وجدت يا أبي هذا المقعد في موضع السوق، وكان أن تحننت أحشائي فأقسمت بعهد أمام الله أني آخذه عندي وأعتني به حتى أخلص بسببه، ولعله هو أيضاً يخلص بسببي! .. ولكن بعد هذه السنين الطويلة بدأ يزعجني ويتعب نفسي حتى فكرت في نفسي أن أخلي سبيله، لهذا جئت إلى قداستك حتى تنصحني بماذا أتصرف، ولكي تصلي عليَّ، لأني حزين وفي مرارة النفس".

فابتدأ أنطونيوس يخاطبه بحدة وعبوسة: "تريد أن ترميه؟ .. ولكن الذي خلقه لن يرميه! .. وإن رميته فالله سيقيم إنساناً آخر أكثر حناناً منك فيقبله ويضمه إليه"!
أما ألوجيوس فظل ساكتاً خائفاً من الكلام

ثم التفت القديس إلى المُقعد وابتدأ يعنفه بكلام لاذع أشد من السياط:
- نعم أيها الإنسان المقعد، أليس أنك تبدو بأعمالك هذه غير مستحق للسماء ولا الأرض أيضاً؟ لماذا لا تكفُّ عن مقاومة الله؟ ألا تعلم أن المسيح هو نفسه الذي يخدمك الآن؟ أليس أن ألوجيوس قد جعل نفسه خادماً لك من أجل المسيح؟ أتجرؤ أن تتكلم بهذه الشتيمة والكلمات الصعبة ضد المسيح؟

وكان القديس جافياً جداً من نحوه، ثم سكت، وأدار الحديث مع باقي الأخوة متكلماً فيما يهمهم ومجيباً لحاجتهم. ثم عاد يوجه الحديث لألوجيوس والمقعد معاً:
- لا تتأخرا كثيراً هنا، رتَّبا سفركما ولا تنفصلا عن بعضكما، بل عيشا معاً باتفاق في القلاية التي عشتما فيها هذه السنين الطويلة، فالله أرسل يطلبكما، وهذه التجربة أصابتكما لتعويق خلاصكما وأنتما في نهاية الطريق والموت على الأبواب وإكليلكما مهيَّأ، وقد قضي لكما بلبسه عن استحقاق. فلا تتعوقا، قوما وامضيا حتى لا يجدكما الملاك هنا عند مجيئه فهو على الأبواب".

فقاما مسرعين ورتبا سفرهما عائدين إلى قلايتهما، وفي غضون أربعين يوماً مات ألوجيوس ولحقه المقعد بعد ثلاثة أيام!

أنطونيوس الكبير
رد مع اقتباس
قديم 04 - 08 - 2012, 08:39 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خدمة المعوقين

شكرا على المشاركة الجميلة
  رد مع اقتباس
قديم 05 - 08 - 2012, 09:30 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خدمة المعوقين

ميرسى ليكى على مرورك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خدمة المعوقين _ أنطونيوس الكبير
الملاجئ و المعوقين
تأثير الرضاعة الطبيعية على المعوقين
البدائل التربوية لتعليم المعوقين سمعيا
المعوقين ومسؤولية الحكومات والمنظمات الدولية والأهلية


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024