رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
المرأة نازفة الدم «وإذا امرأة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه" مقدمة عندما كتب فيكتور هوجو قصة البؤساء هز وجدان العالم بالتعاسات والآلام التي يعانيها المعذبون في الأرض، وقد لا يعلم الكثيرون أن فيكتور هوجو وهو يكتب هذه القصة كان يكتب من ذوب نفسه، إذ أنه كتبها في منفاه بعيداً عن وطنه، واللمسة الرائعة في هذه القصة، ليست في التصوير العظيم البارع لجان فالجان المجرم الذي لم يزده السجن إلا إجرامًا فوق إجرم، بل في الحنان والرقة والتسامح والمحبة التي انتصرت وحدها على نزعة الإجرام، وغيرت حياة المجرم العنيد، أو في لغة أخرى أن فيكتور هوجو حولنا من المجرم التعس البائس إلى خادم المسيح الذي أنقذه من الوهدة التي تردى فيها، الخادم الذي ترسم روح سيده، وعلم جان فالجان نفسه عندما تحول إلى إنسان آخر كيف يقبل البصق على وجهه ظلمًا، وهو يهتم بالآخرين ويساعدهم!!.. في الحقيقة أن المسيح وحده هو زعيم البؤساء في الأرض وصديق المنكوبين والتعساء والمتضايقين والمتألمين والمنبوذين بين الناس، أو في لغة أخرى هو صديق من لا صديق له، وقد كانت النازفة الدم، واحدة من هؤلاء، إذ كانت معدمة فقيرة محطمة من مرضها الذي لازمها اثنتي عشرة سنة، وبحكم الشريعة، مثل جان فالجان، عندما خرج من سجنه، ولم يقبله أحد في بيته، كان عليها أن تعيش منبوذة لا من الناس، بل من أقرب الأقربين إليها، كانت تنزف من كل جانب من حياتها، ومد المسيح يده إلى المرأة البائسة وأوقف النزيف المادي، والمعنوي، وأعاد إليها الحياة في كل مجال وصورة، وهو يفعل هكذا على الدوام مع البؤساء الذين ينشدونه ويطلبونه في السر والعلانية، ومن ثم سنرى المرأة فيما يلي: النازفة الدم ومن هي لعل نازفة الدم كانت واحدة من القليلات من النساء اللواتي لا يدرك الناس مدى ما عانت من بؤس أو وصلت إليه، ولو أن رسامًا أراد أن يرسم صورة لها، ترى ماذا كان يفعل؟ أنه أول كل شي، كان سيرسم صورة امرأة نحيفة غاية في النحافة، بل لعله كان يرسم امرأة هي أدنى إلى الحطام منها إلى صورة امرأة تعيش بين الناس، هل تستطيع أن تتصور معي امرأة تنزف باستمرار لمدة اثنتي عشرة سنة، دون أن تكون جلداً على عظم، أو وجهها ذابلاً، ترسم عليه كل علامات البؤس واليأس والألم والمشقة، ناهيك بالعذاب الذي كان تعانيه يومًا وراء يوم من ضعفها الرهيب والآلام التي لا تتركها ليل نهار، وكانت عن يقين وهي موزعة بين الحياة والموت، تؤثر في ضيقها وضعفها أن تستريح بالموت من الألام، ان خيل إليها أن هناك راحة بعد الموت، كما يتصور الكثيرون الذين يطلبونه عندما يشتد بهم الضيق، وتزداد في حياتهم التعسات... لم تدخل هذه المرأة بيت يايرس، حيث تجتمع قصتها وقصة ابنته في وقت واحد ولكن الحياة الساخرة، تجمع صورتين متناقضتين تماماً، على اقتراب الزمان والمكان، فبينما عاشت ابنه يايرس لمدة اثنتي عشرة سنة تملأ البيت ضحكًا وبهجة وسعادة وسرورًا، يزحف الألم بثقله وكلكله على هذه النازفة الدم، طوال هذا الوقت بعينه، ليجعل حياتها قسوة وألمًا وعذابًا لا يوصف، وبينما تؤخذ الحياة من ابنه يايرس، قبل موعدها، ومن دون رغبة في الموت، والإلحاح في الابتعاد عنه، تعطي الحياة تعسة بائسة لمن تتمنى ألا يترك فيها رمق لعلها تستريح وتريح!! أجل! وهذا لغز الحياة في الأرض، اللغز الذي جعل أيوب يهتف حائرًا في بلواه وتعاساته: «لم يعطي لشقي نور حياة لمري النفس الذين ينتظرون الموت وليس هو ويحفرون عليه أكثر من الكنوز المسرورين إلى أن يبتهجوا الفرحين عندما يجدون قبرًا»... على أن المرأة عانت أكثر من نزف الحياة في صحتها، إذ ضاع مالها، ونزفت ثروتها بالكامل، وهي تنتقل من طبيب إلى طبيب باحثة عن العلاج، الذي عز ولم تجده، وأغلب الظن أنها كانت غنية ميسورة الحال، يصفها الكتاب بالقول: «أنفقت كل ما عندها» ولنا أن نتصور الفقر يضم إلى المرض، وكلاهما رهيب ومخيف ووبيل، على أن ما هو أسوأ من هذا كله، ما عانته من المجتمع الذي كانت تحيا وتعيش فيه إذ أن نزف الدم بحسب الشريعة، كان يعتبر نجاسة وفساداً، وقد أضاف إليه التقليد اليهودي، وفق جماعات الفريسيين والمتزمتين نتيجة الخطية التي يرتكبها الإنسان، إنها إعلان غضب الله على النازفة، ومن ثم يلزم أن تطرد هي والأبرص على حد سواء وهي نجسة في كل ما تلبس أو تلمس، وهي منجسة أيضاً لمن يلسمها أو يحتك بها،... وهي لا تطرد من العيشة مع الناس فحسب بل أكثر من ذلك، تطلق من زوجها وتفصل عن أولادها، وأعز الناس وأقربهم إليها... وهل لك بعد هذا أن تتصور مدى البؤس الذي كانت تعانيه، والوحدة القاتلة التي كانت تعيش فيها، والآلام المبرحة جسديًا ونفسيًا وروحيًا التي كانت تسيطر عليها، هذه هي المرأة النازفة الدم، والبائسة، التي كانت تتجه في بؤسها إلى صديق البؤساء وسيد المتألمين والمعذبين في الأرض!!. النازفة الدم والأطباء كانت قصة هذه المرأة طويلة مع الأطباء طوال اثنتي عشرة سنة، وقد انفرد مرقس في حديثه عنها، بأنها لم تنتفع شيئًا، بل صارت إلى حال أردأ، وما من شك بأن المريض في العادة yذا طال مرضه، إنما يتراجع على الدوام لنقطة الأردأ، واذا كان مرضه ميئوسًا منه، فإن آلامة النفسية تضاعف وهن الحياة ورداءتها عنده، ولا يغرب عن البال، أن الطب وإن كان قديم التاريخ، فالآثار تتحدث إلينا عن معرفة المصرية له، قبل عام 2500 قبل الميلاد، كما أن البابليين قد وضعوا عام 2000 قبل الميلاد القوانين والأصول التي يسير عليها الأطباء في العلاج والجراحة، كما أن الهندوس القدامي في الهند كانوا علي درجة ما من معرفة معالجة بعض الأمراض، ولعل المصريين كانوا أول من استخدم الأعشاب الطبية في كثير من الحالات التي واجهتهم عند المرض، وإن كان قد سرى في القديم في عصور مختلفة من التاريخ العقيدة بارتباط المرض بعمل الشياطين!!.. ومع أن هناك كثيرين من الأطباء القدامي الذين برعوا في العلاج إلا أنه من العجيب أن كتاب المشنا عند اليهود، جاء فيه أن جميع الأطباء يستحقون جهنم، ولعل هذا قد ذكر نتيجة للكثيرين الذين كانوا أدعياء على الطب أو دخلاء فيه، ممن كانوا همهم نزف أموال المرضى، أكثر من أعطائهم القوة والحياة والصحة، ومن ثم كان الكثيرون من المرضى يصيرون فعلاً إلى حال أردأ في كل شيء!!. على أن الكتاب على الأغلب، كان وهو يعرض هذه القصة يريد أن يشير إلى المعنى الروحي الأعمق إلى إفلاس الإنسان المريض، وهو يبحث عن أطباء يمكن أن يشفوه، فلا يصل معهم وبهم إلا إلى حال أردأ، فهناك طبيب المسرات العالمية، التي يبحث عنها الكثيرون ممن يظنون أن علاجهم في اللهو والطاس والكأس والملاهي.. ولقد قيل أن طبيبًا نفسيًا ذهب إليه واحد يشكو من الكأبة والسويداء، وبعد أن فحصه فحصًا دقيقًا قال له عليك بالإضافة إلى كل ما أعطيك من علاج، أن تجد راحتك في ملهى معين، يذهب إليه الكثيرون ليقضوا أوقاتًا مع ممثل عظيم، يضحكهم ويلهيهم، ولم يدر الطبيب أنه كان يخاطب هذا الممثل بعينه، والذي لم يكن قد عرفه من قبل، سوى مما يسمع عنه أو يذكره الناس،... أبصر أحدهم عامل المصعد يغني صاعدًا ونازلاً بالذين يصعدون وينزلون معه من البشر، وقال له أحدهم: «يبدو يا أخي أنك مبتهج وجد سعيد، لأنك تغني هكذا على الدوام»!! وقال له الآخر: «ياسيدي إنني أغني لأني أريد أن أمنع نفسي من الصراخ» نعم ان الباحثين عن طبيب المسرات يجدون أنفسهم آخر الأمر وقد وصلوا إلى حال أردأ!! وهناك طبيب المال، أو بتعبير أدق محبة المال، إذ يظنون أن علاجهم في القضاء على الفقر، هو تكديس الذهب والمجوهرات عندهم، ونحن نرى الناس في كل مكان في الأرض، تركض وراء هذا الطبيب بالظن أن له القدرة أن يحقق السعادة لبني الإنسان، ولكنهم نسوا أن مع هذا الطبيب سكينًا حامية غريبة، يطعن بها كل من يأتي إليه أو يلتصق به أو يتعبد له، وحق لذلك للرسول أن يقول: «لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة»... حقًا أن العلاج مع هذا الطبيب وصل بالمريض إلى حال أردأ.. وهناك طبيب آخر كثيرًا ما يخدع الناس بما يقدم من صنوف المعرفة والإدراك والفهم.. ونعني به طبيب العلم... والناس يعتقدون أنهم كلما ازدادوا نورًا ومعرفة وعلمًا، كلما أمكنهم التغلب على مشاكل الحياة، ومتاعبها، وآلامها، وضيقاتها ومآسيها، ولكن سليمان يرينا كيف يئس من الحكمة نفسها حتى بلغ درجة التساؤل: «فقلت في قلبي كما يحدث للجاهل يحدث أيضًا لي أنا وإذ ذاك فلماذا أنا أوفر حكمة فقلت في قلبي هذا أيضًا باطل لأنه ليس ذكر للحكيم ولا للجاهل إلى الأبد كما منذ زمان كذا الأيام الآتية الكل ينسى وكيف يموت الحكيم كالجاهل. فكرهت الحياة لأنه رديء عندي العمل الذي عمل تحت الشمس لأن الكل باطل وقبض الريح»... أجل ومن المثير حقًا، أن أكثر الناس عذابًا في الأرض هم العلماء الذين أوغلوا في المعرفة والإدراك والعلم ووصل بعضهم إلى الجنون، كما حدث مع «نيتشه» الفيلسوف الألماني، أو الانتحار كما حدث مع عشرات غيره، من أعظم المبرزين في هذا أو ذاك من فروع العلم والمعرفة، أجل لقد وصلوا حقًا إلى حال أردأ كما حدث مع نازفة الدم التي تألمت من أطباء كثيرين. النازفة الدم والمسيح وإذ وصلت المرأة إلى هذه الحال القاسية، شقت طريقها إلى يسوع المسيح، يقول مرقس إنها «سمعت بيسوع» مما يشير بأنها لم تكن قد رأته من قبل، فماذا سمعت عنه، لقد سمعت أنه الطبيب الذي لا يعصى عليه داء، فالحمى والبرص والعمى والشلل والموت، لا تقف في طريقه، وهو يمد يده للعون والمساعدة والإحسان، كما أدركت أنه صديق المنبوذ والضائع والمسكين والبائس، وأن لمسة واحدة لثوبه كافية لأن تغير كل شيء، وتعطي كل شيء، بدون إرهاق أو تعب أو ثمن أو عطاء. ولعله من الملاحظ أن شفاء المسيح لهذه المرأة كان شفاء للتعس المنكوب الذي يسعى إليه ويقف في طريق رحمته وإحسانه وجوده ومحبته، كان المسيح في سبيله إلى بيت يايرس وتوقف في الطريق ليعطي رحمة لأخرى، تأتي إليه في الزحام القاسي في الموكب، ورحمته في الواقع وعلى الدوام، لا يمكن أن تغفل عن منكوب أعزل، قد يتصور البعض أنه يتوه في زحام الحياة، فلا تصل حاجته إلى السيد، أو صرخته، مهما كانت واهنة ضعيفة مترددة سرية، كلا وألف كلا، فان رحمة المسيح كالنهر الطامي يمكن أن يأتي العطشان إليه ليأخذ ويشرب ويرتوي ويستمتع. وقد أعطى المسيح من قوته هذه المرأة، ما أبرأ منها داءها، وأزال عنها وهنها وضعفه، وقد يسأل البعض ما معنى القوة التي خرجت من المسيح، لتدخل هذه المرأة، وتقف نزفها، وتبرؤها في الحال، ولعله لا توجد إجابة أفضل من إجابة ذلك الغلام الذي كان في الخامسة من عمره، وكان أبوه يتحدث معه عن معجزات المسيح، وبينما هو يتحدث عن اقامة ابن أرملة نايين من الموت، قال الصغير: أنا أفهم يا أبي أنا أفهم! فان المسيح فيه الحياة، فيه كل الحياة داخله، وهو يعطي منها للناس كما يشاء وكما يريد! كان طفلاً صغيرًا وإجابته إجابة فيلسوف عظيمَ أن عند المسيح خزينًا أو طاقة للحياة يمكن أن نشحن منها حياتنا، كما تشحن البطارية من سيال الكهرباء الذي يسري فيها ويملأ شحنتها، أو كما يتشبع الحديد بالمغناطيسية الآتية إليه من المغناطيس القوي فيصبح هو الآخر مغناطيس آخر مشحونًا بالقوة المغناطسية وما أشبه.. وقد أخذت المرأة القوة باللمسة، لثوبه، أو هدب ثوبه، وليس يقصد بالضرورة الطرف الأسفل من الثوب، بل لعله طرف الزنار في العصابة من الأسمانجوني، كما تشير الكلمة في أصلها اليوناني، وسواء كان الهدب أو الثوب، فإن قوة اللمسة جاءت من كونها ليست لمسة عفوية كما يحدث في الزحام، حين يدفع الناس بعضهم بعضًا دون رغبة أو قصد، بل هي لمسة مقصودة لهدف أو غرض أو غاية، ومصحوبة بفكرة وإيمان وانتظار محدد يفصلها عن غيرها من اللمسات ويميزها عنها.. ومع أن المسيح ممتليء بالنعمة والإحسان والعطاء، إلا أنه لا يمكن أن يصنع أعاجيبه ومعجزاته، إلا للنفس التي تسعى إليها وتنتظرها، وتندفع إليها بيد مهما يكن فيها من ضعف ووهن وارتعاش، لكنها مع ذلك تقدر وتجاب لأنها أولا وأخيرًا لمسة الإيمان بالله وحبه وقدرته وجوده وإحسانه عطاياه!!.... ولعله من اللازم أن نشير ههنا، إلى أن المسيح توقف، ليصحح الكثير مما تحتاج إليه هذه المرأة من تصحيح، لقد جاءته وهي تؤمن بقدرته، دون أن تعرف عن رغبته شيئًا، فبين لها أن رغبته لا تقل إطلاقًا عن قدرته وأنه يفعل لأنه يرغب، ويقدر لأنه يريد... لقد جاءته في الظلام من ورائه فأخرجها إلى النور إلى الأمام، لقد جاءته لتأخذ ما تحتاج إليه للجسد، وكان يمكن أن تأخذ هذا دون أن تنال ما هو أعظم وأمجد، حاجة النفس والقلب والروح، التي أعطاها لها أمام الجميع... لم يكن الشفاء إذن عطية تسرق في الظلام، بل بركة تمنح ممن يسر أن يعطي البركة للجميع في وضح النهار. كان ايمانها خرافيًا في الكثير من جوانبه، إذ كان يعتقد في اللمسة المادية للثوب كمثل ما يفعل الكثيرون الذين يبحثون عن شيء مادي، كالخشبة التي صلب عليها المسيح، أو الرداء الذي كان يلبسه أو ما أشبه، ممن يتعلقون بمزارات القديسين أو يتبركون بما يقال إنها متخلفاتهم أو آثارهم التي تركوها وراءهم، وترفق المسيح بهذا الإيمان، فلم يرفضه للحواشي الخرافية التي كانت تحيط به ونظر إلى لبه وقلبه، وسلط عليه من النور ما يمكن أن يحرره من الخرافات اللاصقة به!!... كانت المرأة عندما اقتربت من المسيح تمثالاً من البؤس، مخيفًا ومروعًا، وكانت نزفًا هائلاً للجسد والنفس والروح، وأوقف المسيح نزفها وأعاد إليها معنى الحياة وطعمها، ولست أعلم حقًا كيف عاشت فيما بعد بين الناس، وهل هي كما يذكر أحد التقاليد، كانت تدعي فيرونيكا، وأنها مسحت وجه المسيح بمنديلها، يوم كان يتصبب عرقًا، في طريقه حاملاً الصليب إلى هضبة الجلجثة، وأن آثار هذا الوجه المتألم المبارك قد طبع على المنديل، وأنها عاشت طوال حياتها تحفظ هذا الأثر، لتذكر ذاك الذي بلمسته أعطاها الحياة الصحيحة الخالية من كل سقم ومنحها أيضًا بصليبه الحياة الأبدية، بعد أن أوقف نزف الروح والنفس مع الجسد سواء بسواء تبارك اسمه الكريم إلى أبد الأبدين. أمين.... |
09 - 11 - 2013, 11:39 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المرأة نازفة الدم
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لون ، color | يسوع مع المرأة نازفة الدم |
المرأة نازفة الدم مع يسوع المسيح |
المرأة نازفة الدم |
المرأة نازفة الدم |
المرأة نازفة الدم |