رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أريد أن أتحدث معك، عزيزي الشاب لماذا الانتحار؟ انتحر هذا الشاب اليائس من حياته لأنه وجد نفسه في طريق مسدود، حينما اكتشف أنه غير قادر على الزواج وإكمال ارتباطه من الفتاة التي أحبها. لكنني أعتقد أن هذا السبب هو السبب الظاهر، لكنه يخفي في طياته سببًا آخر مُخفًى في داخل كل قلب بشري؛ ألا وهو الشعور “باللامعنى”، حيث يجد الإنسان نفسه يحيا حياة بلا معنى: ما يفعله اليوم يعود ليفعله غدًا وبعد غد دون تحقيق للسعادة الحقيقية التي كان يتوهم أنه سيحققها حينما يحصل على ما يريد. وهذا ما أكده المقربون من هذا الشاب، حيث قالوا لوسائل الإعلام إنه كان متقلب المزاج، سرعان ما يغضب لأتفه الأسباب، وكان إذا ارتبط بعمل سرعان ما يتركه ويبحث عن عمل آخر، ولعل هذا دليلاً على الإحساس بالفراغ وعدم الرضا. كما أكد أيضًا أهل هذا الشاب أنه متزوج، رغم أنه جاء في الخبر أنه ترك رسالة لحبيبته التي لم يستطع الزواج منها. أتذكر هنا قول الرب يسوع: «كل من من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» (يوحنا4: 13)، وأتوقع أن هذا الشاب كان في قمة النشوة والسعادة حينما التقى بزوجته الحالية وأخذ يحلم معها بالبيت السعيد والزواج البهيج، لكنه سرعان ما اكتشف أنها سعادة زائفة إذ وجد داخله الشعور بالجوع والعطش للخطية يزداد، فبدأ يبحث عن السعادة مع فتاة أخرى لكنه شعر بصعوبة الارتباط بها وأنه أضاع الكثير من حياته بلا معنى، بل أن حياته برُمَّتها ليس لها معنى، وأن السعادة هي كلمة زائفة لا يمكن أن تتحقق في يوم من الأيام. لهذا قرر أن ينتحر ويتخلص من هذه الحياة المهينة المذلة. أستطيع أن أؤكد لك، قارئي العزيز، أن هناك مئات، إن لم يكن آلاف، الشباب يفكرون في الانتحار يوميًا لكنهم يتراجعون عن تنفيذ الفكرة خوفًا من الأبدية المخيفة التي تنتنظرهم أو بسبب الوازع الديني المتغلغل في أعماقهم؛ وكل هذا يرجع لنفس السبب: الشعور بالفراغ واللامعنى. لقد نسوا قول الرب: «لأن من يجدني يجد الحياة» (أمثال8: 35)، وينطبق عليهم قوله: «ولا تريدون أن تأتوا إليَّ لتكون لكم حياة» (يوحنا5: 40). ليتنا نؤمن بما قاله الرب عن نفسه أنه هو «الطريق والحق والحياة» (يوحنا14: 6). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عزيزي الشاب، هل لك أصدقاء أشرار |
عزيزي .. إنها أبدية |
عزيزى الشاب |
عزيزى الشاب |
عزيزى الشاب انت ايوه انت ليك وبس |