|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الفرق بين ظهورات الله في العهد القديم والتجسد الإلهي في العهد الجديد؟ ج: تعددت ظهورات الله في العهد القديم بقصد تهيئة الذهن البشري لقبول فكرة التجسد الإلهي، ومن هذه الظهورات ما يلي: 1- كان آدم وحواء يسمعان صوت الله "وسمعا صوت الله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار" (تك 3: 8) أما في التجسد فقد رأت البشرية ناسوته وسمعت صوته وتلامست معه. 2- ظهر على شكل ملاك لهاجر "وقال لها ملاك الرب تكثيرًا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة.. فدعت اسم الرب الذي تكلَّم معها أنت إيل رئى" (تك 16: 10، 13) أي إله رؤية لأنها رأت الله. 3- ظهر لإبراهيم "وقال له أنا الله القدير. سرّ أمامي وكن كاملًا.." (تك 17: 1-8). 4- وظهر لإبراهيم على شكل رجل مع ملاكين في شكل رجلين عند بلوطات ممرا "فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة.. هل يستحيل على الرب شيء.. فقال الرب هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله" (تك 18: 13 - 17). 5- وظهر لإبراهيم على شكل ملاك عند ذبح إسحق "ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء، وقال بذاتي أقسمت يقول الرب.. أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرًا.." (تك 22: 15-17). 6- ظهر ليعقوب وصارعه حتى مطلع الفجر "فدعى يعقوب اسم المكان فينيئيل. قائلًا لأني نظرت الله وجهًا لوجه ونجيت نفسي "(تك 32: 30). 7- ظهر لموسى في العليقة " فلما رأى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة. وقال موسى موسى.. أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب" (خر 3: 4، 6). 8- ظهر ليشوع في شكل رئيس جند " أنا رئيس جند الرب.. اخلع نعليك من رجلك لأن المكان الذي أنت واقف عليه مقدَّس" (يش 5: 14، 15). 9- ظهر لجدعون وهو يخبط الحنطة على شكلا ملاك " فالتفت إليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان. أما أرسلتك.. فقال جدعون آه يا سيدي الرب لأني قد رأيت ملاك الرب وجهًا لوجه. فقال له الرب السلام لك. لا تخف لا تموت" (قض 6: 14-23). 10- ظهر لمنوح وامرأته على شكل ملاك وبشرهما بولادة شمشون "فقال منوح لملاك الرب ما اسمك.. فقال له ملاك الرب لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب.. فقال منوح لامرأته نموت موتًا لأننا قد رأينا الله" (قض 13: 17-22). 11- ظهر لأشعياء النبي "في سنة وفاة عزّيا الملك رأيت السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل" (اش 6: 1) 12- ظهر لحزقيال "وعلى شبه العرش كمنظر إنسان عليه من فوق.. هذا منظر شبه مجد الرب. ولما رأيته خررت على وجهي" (حز 1: 26-28). 13- ظهر لدانيال النبي "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سُحُب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأُعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سُلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته لا ينقرض" (دا 7: 13، 14) ويقول البابا كيرلس الكبير "اسمع كيف يخبرنا دانيال انه لم ير مجرد إنسان.. بل قال بتدقيق " مثل ابن الإنسان " لأن كلمة الله هو الله لكنه صار في شبه الناس وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان" (في 2: 7، 8) لكيما نعرف انه هو نفسه الله المتأنس، وانه ليس إنسانًا فقط ولا هو بدون ناسوت. لذلك يقول دانيال انه قد أُعطى الرئاسة والكرامة التي له منذ الأزل، لأنه يقول " وكل الشعوب والأمم والألسنة تتعبد له".. فإذا ولدته العذراء مريم بالجسد فكيف لا تكون والدة الإله؟!" (1) 14- ظهر لبني إسرائيل على شكل ملاك الرب وعمود سحاب نهارًا وعمود نار ليلًا " وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلًا في عمود نارً ليضئ لهم" (خر 13: 20) " فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم. وانتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف وراءهم" (خر 14: 19) 15- ظهر لموسى ولأشراف بني إسرائيل " وأُروا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعةٍ من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة. ولكنه لم يمدَّ يده إلى أشراف بني إسرائيل. فرأوا الله وأكلوا وشربوا" (خر 24: 10، 11). 16- ظهر للثلاث فتية في أتون النار فقال نبوخذ نصر "ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشَّون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بأن الآلهة" (دا 3: 25). أما عن الفرق بين ظهورات الله في العهد القديم والتجسد الإلهي في العهد الجديد فيقول قداسة البابا شنودة الثالث: " يجب أن نفرق تمامًا بين التجسد والظهورات. عبارة تجَسَّد، معناها أخذ جسدًا. أما الظهورات فمعناها أخذ شكلًا ظهر به. وقد أخذ الرب شكلا ملاك الرب ظهر به لموسى في العليقة (خر 3: 2، 3) وأخذ أيضًا شكل ملاك الرب ظهر به لمنوح حينما بشره بميلاد شمشون (قض 13: 3). وظهر أيضًا على عرشه وحوله السارافيم، كما ظهر لأشعياء (أش 6: 1، 2) وظهر بشكل ابن إنسان كما رآه دانيال (دا 7: 13). وظهر أيضًا لأبينا إبراهيم كإنسان ومعه رجلان عند بلوطة ممرا (تك 18: 2). كذلك ظهر لأبينا يعقوب بهيئة إنسان صارعه حتى الفجر (تك 32: 24، 30). ولكن هذه كلها ظهورات.. أما تجسده من العذراء مريم فهو ناسوت كامل، أخذ كل مراحل الحمل. وبعد الولادة أخذ كل مراحل النمو كإنسان (لو 2: 52). وهذا لم يحدث بالنسبة إلى ظهورات لأحد من الآباء والأنبياء. وإنما هو شكل ظهر له ثم اختفى. أما كون الشكل له وجه أو يد أو ما إلى ذلك، هذا من لوازم الشكل الذي ظهر به... أما عن كيف صارع يعقوب، فهذه قوة من الله شعر بها يعقوب، ولكنها ليست تجسدًا. أما من جهة تجسده من العذراء، فكان له طبيعة التجسد: ومنها تألمه وسفك دمه، وموته، وقيامته وصعوده. وأيضًا بعد قيامته رآه تلاميذه، وجسّوه كما في (لو 24: 39)، (يو 20: 27). وهكذا تظهر الطبيعة البشرية كاملة. كما إن هذا الناسوت عاش مع الناس سنوات طويلة، وليس مثل ظهورات كان يبدو فيها أمام الناس لمدة لحظات أو دقائق ثم يختفي ولا يرونه بعد... كذلك فتجسده من العذراء باقٍ لم يفنَ ولم يزل.. وقد قال للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43). وقال بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا" (في 2: 23). وقد رآه يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا أكثر من مرة. أما الظهورات فقد انتهت بوقتها، وليست لها استمرارية كالتجسد. لعله قد وضح بعد كل هذا، إن هناك فرقًا أو فروقًا عديدة بين التجسد والظهورات التي في العهد القديم" (1). |
|