رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آثَامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا [3]. يترجمها البعض: "كلمات الخطاة تسحقنا". فغير المؤمنين لن يكفوا عن مقاومة الحق الإلهي واضطهاد المؤمنين بوسيلة أو أخرى. لكن إن كان الذين بلا ناموس يستخدمون كل وسيلة ليقضوا على المؤمنين، ويفسدون إيمانهم، إذ يتقدم المؤمنون إلى الله فيغفر لهم ما سقطوا فيه بسبب الأشرار. جاءت الترجمة السبعينية: "كلمات العصاة قد قويت عليَّ" وجاءت في نص القديس أغسطينوس "حوارت الظالمين قويت عليَّ". هنا يقف القديس أغسطينوس في مرارة من جهة الذين ينشأون في مناطق وثنية أو في بيئات شريرة، فيتربى الأطفال على الشر، لكن الله لا يتركهم في الفساد. إنه يفتح لنا باب الخلاص ويعلن لهم نفسه كغافرٍ للخطايا. يقول القديس أغسطينوس: [الإنسان أينما وُلد، يتعلم من تلك البلد أو المنطقة أو المدينة اللغة والأخلاقيات وطريقة الحياة في ذلك الموضع. ماذا يفعل صبي يُولد بين وثنيين لكي يتجنب عبادة حجر، مادام والديه يوحون إليه بهذه العبادة؟ يتعلم منهما أول الكلمات التي يسمعها منهما، بل ويتعلم الخطأ مع اللبن الذي يرضعه... لذلك فإن الأمم التي تحولت إلى المسيح بعد ذلك، وقد حملوا في قلوبهم اللاتقوى التي لوالديهم، يقولون الآن ما قاله إرميا نفسه: "إنما ورث آباؤنا كذبًا وأباطيل، وما لا منفعة فيه" (إر 16: 19). عندما أقول إنهم الآن يقولون هذا، فإنهم يجحدون أفكار آبائهم الأشرار وتجديفاتهم.] "مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا". لا يبرر المؤمن خطاياه وسقوطه بمقاومة إبليس وقواته ضده، إنما يعترف بخطاياه أمام الله، واثقًا أنه غافر الخطايا والمعاصي. وكما يقول ميخا النبي: "من هو إله مثلك غافر الإثم، وصافح عن الذنب لبقية ميراثه" (مي 7: 18). ليس من طريق للخلاص إلا الركوض إلى الله، والالتصاق به، والاعتراف بالخطايا والآثام من كل القلب. وقد تحقق هذا الخلاص بعمل السيد المسيح الكفاري على الصليب. * "معاصينا أنت تكفر عنها". أنت هو الكاهن، وأنت هو الذبيحة. أنت مقدم (الذبيحة)، وأنت هو التقدمة. القديس أغسطينوس |
|