|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم ديناميكية العماد: كشف القديس يوحنا الذهبي الفم النظرة الكنسية الأصيلة لسر العماد، فإن الإنسان مهما بلغ جهاده أو أخلاقياته أو سلوكه لا يقدر أن ينعم بالنبوة لله بغير التمتع بشركة الصلب والدفن والقيامة خلال المعمودية، وفي نفس الوقت ليست المعمودية عملًا جامدًا يمارسه المؤمن في حياته مرة وانتهت، لكنها هي حياة دائمة مستمرة، تبقى فاعلية المعمودية طوال حياة المؤمن تبثه على الجهاد الروحي والسمو المستمر. أدرك أهمية المعمودية فأعلن أسفه على من لم ينعم بها، إذ يقول في إحدى عظاته: "أي موت مفاجئ قبل التكريس (المعمودية) يدفع بالنفس بالرغم من جميع فضائلها الزمنية إلى جهنم، وكأسها المسموم ونارها الأبدية؟.. "ابك على غير المؤمنين، واندب الذين لا يختلفون عنهم في شيء، هؤلاء الذين رحلوا دون أن ينعموا بالاستنارة، وبغير أن ينالوا الختم. هؤلاء بحق يستحقون سكب الدموع عليهم، ويستوجبون تنهداتنا، لأنهم مطرودون من المواضع الملوكية مع المجرمين الذين تحت الحكم، فقد قيل: الحق أقول لكم إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لن يدخل ملكوت السموات". يحزن القديس أيضًا على الذين يرجئون نوالهم سرّ العماد إلى النفَس الأخير خشية أن يخطئوا، ظانين أنهم بهذا ينعمون بالحياة الأبدية دون خطية أنهم يشوِّهون السرّ، فإنه قد أعطى لنا كسر قوة حية وعاملة فينا للجهاد والنمو، لهذا نجده يقول: "قبول العماد قبل النفس الأخير بمثابة تسجيل الإنسان اسمه في قوائم الجيش قبيل انتهاء الحرب مباشرة، أو تكون بمثابة مصارع يخلع ثيابه بينما يبدأ جمهور المشاهدين مغادرته الحلبة... لقد وهبنا السيد المسيح العماد لا لنتقبله ونموت، بل لنعيش ويثمر ". يحدث الموعوظين عن العماد كبداية جهاد، قائلًا: إذ تتقبل الختم تصير جنديًا مهيئًا حسنًا للنصرة على الشيطان ". ويحدث المؤمنين الذين نالوا هذا السرَ، قائلًا: "ليس للشيطان أن يهاجمك إلا عندما يراك قد نلت كرامة أعظم". |
|