رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أخضع الشعوب لنا، والأمم تحت أقدامنا" [3]. كلمة "أخضع" هنا تعني قبول كلمة الرسل ليدخلوا في قطيع المسيح الوديع، حيث يترك الأمم روح الغطرسة والكبرياء ومقاومة الكنيسة لينحنوا ويحملوا صليب مسيحها بفرح وابتهاج. لهذا يرى بعض الآباء أن العبارة تعني خضوع الشياطين والخطايا التي كانت تسيطر على الأمم الوثنية، وسقوطها تحت أقدام الصليب. فمع خضوع الأمم بالإيمان بروح الحب والطاعة انهار شرهم وانسحق تحت قدميْ الكنيسة. المتحدثون هنا هم الرسل الذين لا يتكلمون بروح التشامخ والكبرياء، وإنما في دهشة عجيبة لعمل صليب المسيح في حياة الوثنيين. فبينما هم يقاومونه إذا به يجتذبهم إلى روح الخضوع الكامل للكارزين ليصيروا كأنهم عند أقدامهم؛ ويفرح الرسل لأنهم يحملونهم معهم ليخضع الكل عند قدميْ المصلوب. * نجد القديسين، بصوت المرتل، يرتفعون مقدمين تسابيح الشكر صاعدة إلى المسيح الذي يكللهم، قائلين: "أخضعَ الأمم لنا والشعوب تحت أقدامنا"! إن مسعى القديسين وغايتهم الجادة أن يجعلوا الذين يتعلمون على أيديهم شركاء النعمة المعطاة لهم بواسطة المسيح. ويمكن لأي أحد أن يتعلم من الرسالة التي بعث بها الطوباوي بولس إلى البعض، قائلًا: "مشاق أن أراكم لكي أمنحكم هبةً روحية لثباتكم" (رو 1: 11). القديس كيرلس الإسكندري |
|