|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعاليم القديس أغناطيوس الأنطاكي اللاهوتية: يمكن تقسيم تعاليمه اللاهوتية إلى النقاط الآتية: أ - ما يختص بخدمة الأسقف وعمله.* ولقد انشغل القديس أغناطيوس بالموضوع الأول لأن كثير من المؤمنين اعتقدوا بأنه من غير الضروري أن يشتركوا في الإفخارستيا التي يقيمها الأسقف المحلى وبالتالي فأن المؤمنين تشككوا وترددوا في قبول فرادة مسئولية الأسقف المحلى المطلقة، وعليه أقدموا على تكوين جماعات تقسم الكنيسة، وإقامة قداسات خاصة بهم. * وهكذا كان يمكن أن يصبح الأسقف وخدمته الرعوية (كأسقف) في الكنيسة خدمة ظاهرية بدون أساس لاهوتي (بل وصار هذا الأمر مشكلة كبيرة منذ وقت كليمندس الروماني). *لقد واجه القديس أغناطيوس هذه المشكلة بطريقة جذرية ولاهوتية وذلك بتوضيح ارتباط شرعية الإفخارستيا بالأسقف. ذلك أن الأسقف "مرتبط" بالمسيح وعليه يجب أن يرتبط المؤمنين بالأسقف فدور الأسقف في الكنيسة لا يمكن لآخر أن يقوم به وذلك لأنه يعمل فيها كممثل لله حيث أنه هو "مثل للآب" (ترالة 1:3) وهو استمرار لعمل الرب والرسل. ب - ما يختص بوحدة الكنيسة* إهتم بموضوع وحدة الكنيسة. ففي شخص الأسقف -حسب رأيه- تكون وحدة الكنيسة الاعتبارية والحقيقية فارتباط الإنسان بالله يحتم عليه ارتباطه بشخص الأسقف وهو في نفس الوقت دليل على أرتباط هذا الإنسان بالكنيسة، ولو لم يكن لدينا هذا الارتباط بين المؤمنين والأسقف لم يكن لدينا بالتالي "الكنيسة الجامعة" (فحيثما يكون الأسقف، فهناك الرعية، كما أنه حيثما يكون المسيح فهناك تكون الكنيسة الجامعة) " سميرنا 8". * والقديس أغناطيوس هو أول كاتب كنسي يستخدم التعبيرات الآتية ذات الأهمية الكبرى في علم اللاهوت مثل "الكنيسة الجامعة"، "المسيحية" (مغنيسيا 3:10) أيضًا تعبير " الإنجيل" (سميرنا 2:7) وذلك لوصف النصوص التي كتبها البشيرون الأربعة. ج- حقيقة سر الإفخارستيا* كانت تعاليمه عن حقيقة سر الإفخارستيا لمواجهة الأفكار الخاطئة للدوستيين والتي اخترقت الكنيسة ونادت بأن آلام السيد المسيح كانت آلام ظاهرية فقط،فقد علّم أغناطيوس بأن آلام السيد المسيح الفعلية وقيامته هي حتمية جوهرية لحضور المسيح الفعلي في الإفخارستيا. ويصف القديس أغناطيوس واقعية وحقيقة العلاقة -بصفة عامة- بين المؤمن والمسيح والتي تصبح في الإفخارستيا "اتحادًا" بالفعل بأنها "الواقعية الإفخارستية" أو "الحقيقة الإفخارستية". ملاحظات على تعاليمه اللاهوتية:* لم يكن أغناطيوس أول أب ومعلم للكنيسة فحسب بل كان أول كاتب كنسي يعتمد في تعاليمه اللاهوتية وكتاباته على استنارة وقيادة الروح القدس له. * فالتعاليم اللاهوتية للقديس أغناطيوس تحتم بالتالي، لا الاهتمام الشخصي فقط بالمشاكل الحيوية للمؤمنين، لكن أيضًا وجود استنارة الروح القدس. * وبصفة عامة فكتابات القديس أغناطيوس تمثل خطوط هامة وجريئة في مسيرة حياة الكنيسة وعلى عكس كتابات كليمندس والديداكية، فهنا نلاحظ وضوح ترتيب الرتب الكنسية وذلك لأنه ولأول مرة يظهر تميز عمل كل من الأسقف والقس والشماس. وأيضًا فإن فكرة مجيء المسيح العاجل والتي كانت منتشرة في القرن الأول نجدها قد تراجعت تمامًا في التعاليم اللاهوتية الخاصة بوحدة الإنسان مع المسيح. والعهد الجديد يصبح المصدر الأساسي للكتاب الكنسيين والتعاليم الخاصة بشخص المسيح هي أشمل وأعمق. |
|