لم يلتمس العَشَّار المُبرِّرات بل القى نفسه بين ذراعي الرحمة الإلهية. وابتهل بانسحاق القلب طالبا الرحمة فاستُجيبت صلاته. تواضع العَشَّار ومعرفته لخطاياه جعلتاه يسبق الفِرِّيسي إلى الغفران والخلاص والبِرِّ والسلام، وذلك تأكيدا لقول الرب للفِرِّيسيِّن: "إِنَّ الْعَشَّارينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إلى مَلَكُوتِ اللهِ" (متى 21: 31). لذا ينصح الكتاب المقدس "إِزْدَد تَواضُعًا لما ازدَدتَ عَظَمَةً فتَنالَ حُظوَةً لَدى الرَّب" (يشوع بن سيراخ 3: 20)، لانَّ" صَلاةُ المُتَواضِعِ تَنفُذُ الغُيوم ولا يَتَعَزَّى حَتى تَصِل (يشوع بن سيراخ 35: 17). لذلك تعلمنا الكنيسة صلاة الرحمة "يا ربي يسوع المسيح، إرحمني أنا الخاطئ" ونردَّد صلاة الرحمة في كل قداس قائلين "يا رب ارحم" أو " كيريا أليسون ". وهكذا تصير الصلاة معيار لتقييم حياتنا أمام الله، على ضوء كلمته. فكيف نقف أمام الله؟