رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يذكر القديس نيقوديمس في كتابه “بستان النِّعَم” شهادة القدّيس أغسطينوس حول عظمة والدة الإله الفائقة التصوّر: “كان الله الخالق العظيم، الّذي أخرج كلّ شيء من العدم إلى الوجود، قادرًا على الإتيان بمخلوقات أكثر كمالاً، لأنّه قادر على كلّ شيء، طبعًا؛ ومع ذلك ثمّة ثلاثة أشياء لم يستطع الله نفسه أن يجعلها أكثر كمالًا: طبيعة المسيح البشريّة، عظمة مريم الدائمة البتوليّة في ولادتها، والمجد الأبديّ للقدّيسين”. على ضوء ما ذُكِرَ أعلاه، لا يمكننا أن نسلّم برأي بعض اللاهوتيّين في الوسط الأرثوذكسيّ، الّذين يدّعون أنّ وساطة العذراء أو شفاعتها، كما يسارعون إلى تسميّتها، لا تختلف بشكل جوهريّ عن شفاعة القدّيسين الآخرين. من المعروف أنّه تمّ التشكيك منذ بضعة عقود بتقليد كنيسة المسيح الّتي تصلّي “أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا”. يقولون إنّ الله وحده يُخلّص. لا يمكن العذراء مريم الكليّة القداسة سوى التشفّع مثل أيّ قدّيس. تصلّي الكنيسة بالتأكيد، “بشفاعة والدة الإله، يا مخلّص خلّصنا”، لكنها تُرنّم أيضًا “أنتِ لنا شفيعة عند الله المحبّ البشر” لأنّ سيّدتنا “أكرم من الشيروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السيرافيم” – “القدّيسة الأعظم من القدّيسين” – “الله بعد الله”، هذا كلّه يعني أنّ شفاعتها – وساطتها – أرفع بلا قياس من شفاعة القدّيسين والملائكة. |
|