الدعوة إلى تلاوة الصَّلاة الرَبيَّة بإلحاح (لوقا 11: 5-8)
إن كان السيِّد قد قدَّم لنا نموذجًا حيًا للصلاة، فإنه إذ يطلب منَّا إن نصلِّي بلجاجة، ليس لأنه يستجيب لكثرة الكلام، بل لنتعلَّم كيف نقف أمامه وندخل معه في صلة حقيقيَّة حتى تتغير طبيعتنا. وأراد يسوع أن يُعلم تلاميذه اللجاجة في الصلاة لذلك ذكر لهم مثل "الصديق اللجوج (لوقا 11: 5-8)، وفيه ثلاثة أشخاص يجب تمييزهم: المضيف: "من منكم يكون له صديق" وليس عنده شيء يقدّمه لضيفه، وصديقه المجاور ولديه الخير الكثير، والثالث ضيفه الصديق الذي جاءه وبه حاجة وجوع. إن غاية هذا المثَل الأولى أن يحثُنا على اللجاجة في الصلاة حتى يُستجاب لنا، فإننا نلاحظ هنا إن السيِّد المسيح يقدِّم الأب صديقًا للبشريَّة. كأن السيِّد المسيح يطالبنا إن نلجأ إليه كصديق إلهي حقيقي، في كل وقت، حتى في منتصف الليل، نتوسَّل إليه ليُمدِّنا بالخبز السماوي المُشبع للنفس والجسد. وإن كان الله يقدِّم نفسه صديقًا لنا نسأله في منتصف الليل ليهبنا خبزًا سماويًا من أجل الآخرين القادمين إلينا أيضًا في منتصف الليل، فإن السيِّد المسيح حسب هؤلاء أيضًا أصدقاء لنا؛ فنحن نطلب من الصديق الإلهي لأجل أصدقائنا في البشريَّة. ونلاحظ في هذا المثل أن المضيف يطلب لأجل آخر جاء ليزوره، وهذا يعلمنا أن نصلي لأجل الآخرين. هذه هي من دوافع المحبة في المسيحية.