رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هُوَ حَكِيمُ الْقَلْبِ وَشَدِيدُ الْقُوَّةِ. مَنْ تَصَلَّبَ عَلَيْهِ فَسَلِمَ؟ [4] إن تجاسر أحد وأصر على عناده وتمرده على الله، حتما يجني ثمر حماقته. كل الذين تحدوا ولم يتوبوا لم يسلموا، ولا وجدوا سلامًا في أعماقهم، وراحة في طريقهم، ونجاحًا في أعمالهم. كل مقاومة الله تشبه العشب أو الشوك الذي يتحدى النار فيحترق ويهلك (إش 27: 4؛ حز 28: 24). الملائكة الذين تصلبوا على الله لم يسلموا (2 بط 2: 4). وإذ حارب التنين الله طُرح إلى الأرض (رؤ 12: 7-9). هكذا الخطاة المتمردون "يذخرون لأنفسهم غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 5). إنه لجنون مطبق أن يقف الإنسان ليقاوم الله أو يناضل ضد الكلي الحكمة والقدرة، العارف بكل شيء والقادر على كل شيء. من يريد السلام الحقيقي لا يدخل في خصومة مع الله، بل يقبل السيد المسيح الذي هو سلامنا، يهبنا المصالحة مع الله أبيه، ومع نفوسنا ومع إخوتنا، بل ومع الطبيعة نفسها. * "فإنه هو حكيم في القلب، وقدير في القوة". أي عجب إن دعونا خالق الحكماء حكيمًا، هذا الذي نعرف أنه الحكمة ذاتها؟ وأي دهشة أن يصفه ب "القدير"، حيث أنه هو القدرة ذاتها؟ لكن القديس إذ يسَّبح الخالق بهاتين الكلمتين ينقل إلينا المعنى حيث يدعونا أن نرتعب عند معرفتنا لأنفسنا. فإن الله يدعى "الحكيم" إذ يعرف تمامًا أسرار قلوبنا، كما يضيف "القدير"، إذ معروف أنه يضربهم بقوةٍ. لذلك فإنه لا يُخدع بواسطتنا إذ هو حكيم، ولا نقدر أن نهرب منه لأنه قوي... "من يقاومه ويكون له سلام؟" لأن خالق كل الأشياء بطريقة عجيبة هو نفسه يديرها، حتى إذ خلقت تعمل معًا في تناغمٍ. لهذا فإن أية مقاومة ضد الله تكسر التناغم معًا في سلام، ولا يمكن إدارة هذه الأمور حسنًا، إذ تفقد الإدارة التي من فوق. إن خضعت هذه الأمور لله تستمر في السلام، وإن تركت لذاتها تعمل في تشويش... أب الجنس البشري الأول إذ عصى وصية خالقه تعرض لغطرسة الجسد، وإذا لم يخضع لخالقه في طاعة له، ينحط بذاته حتى يفقد سلام الجسد... الآن يُقال إننا نقاوم الله حينما نعارض تدبيره. ليس أن ضعفنا يقاوم قراراته غير المتغيرة، ولكن ما يفعله ضعفنا ليس فيه قوة لإتمامه. لكن إن حاول الضعف البشري غالبًا ما يعرف قوة تدبيره، ومع هذا يهدف نحو معارضته قدر استطاعته. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس باسيليوس الكبير النفوس المولودة من ينبوع صلاح الله، حُجزت في العالم. وُجد حاجز في الوسط، نوع من السياج. حاجز من صنع خداعات الجسد والشهوات العالمية. والمسيح بسٌَره، بصليبه وآلامه وطريق حياته، حطم هذا الحاجز. لقد هزم الخطية وعلَّم أنه يلزم تحطيمها. نزع الحاجز من الوسط. لقد غلب العداوة في جسده. العمل ليس عملنا نحن. لم نُدع لنحرر أنفسنا. الإيمان بالمسيح هو خلاصنا. الأب ماريوس فيكتورينوس |
|