|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية
ثلاث محطات للصوم الكبير ….. كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني أثناء تدشين كنيسة مارجرجس بعين شمس ” ماذا في قلبك؟ “ +باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آميننشكر الله انه اعطانا في هذا الصباح المبارك ان ندشن هذه الكنيسة الكبيرة نفرح بتدشين مذابحها على اسم الشهيد العظيم مارجرجس والمذبح البحري على اسم العذراء مريم والقديسة مريم المجدلية والمذبح القبلي على اسم القديس الشهيد مارمرقس الرسول وتدشين أيقونات الكنيسة المباركة كنيستكم جميلة وحلوة وواضح فيها مجهود كبير وربنا يعوض الجميع نيافة الانبا هرمينا وكل الإباء الكهنة المباركين في هذه الكنيسة وكل الأراخنة والشمامسة والخدام والخادمات وكل شعب الكنيسة وهذه المنطقة. إننا في الصوم الكبير، وغدًا الأحد منتصف فترة الصوم، وفترة الصوم المقدسة لها ثلاث محطات، الأولى في يوم الرفاع والثانية في أحد النصف والثالثة في جمعة ختام الصوم. وعن المحطة الأولى وهي “أحد الرفاع” تعلمنا الكنيسة وتقدم لنا تدريبًا “ادخل مخدعك وأغلق فمك” أي يدخل الإنسان إلى قلبه وهذا هو مخدعه، ويغلق بابه الذي هو فمه عن الطعام والكلام، ففترة الصوم هي فترة روحية خاصة نرتفع فيها فوق كل متطلبات الجسد حتى وإن كان بالكلام، لنفرغ نفوسنا ويصير لنا حديث مع الله دائمًا. ففترة الصوم هي فترة شخصية فردية تقدم فيها الكنيسة وجبات روحية. فالصوم فترة تساعدنا أن نعيش في الحياة النٌسكية، وحياة الزهد والتقشف، فليس في ملكوت السموات أكلًا ولا شربًا، أي نتدرب على وجودنا في السماء، الأطعمة النباتية هي أطعمة الفردوس ففي الفردوس كان الطعام من الأشجار ونباتات الأرض. دائماً أدخل الى مخدعك وأغلق بابك لأنك طول السنه خارج قلبك فيأتي وقت الصوم ويصير من المناسب ان يأتي الانسان ويفتش في قلبة لان القلب هو الذى سوف نأخذه معنا ونقف به أمام الله يوم الدينونة أمام الديان العادل ويفتح قلوبنا ويرى ما فيها لذلك القلب مختفى في حياتنا لا يراه أحد، وما في القلب يراه الله، فهل قلبك به الفضيلة والمشاعر الإيجابية هل قلبك متسع ويحمل كل أحد ؟؟ أما عن المحطة الثانية وهي “أحد النصف” الموافق غدًا، في قصة السامرية ولقاءها بالسيد المسيح ونقرأ كلمات “كل من يشرب من هذا الماء يعطش” كما قال لها السيد المسيح، فكل من يشرب من ماء العالم يعطش، لذلك نُسميه بحر هذا العالم الذي لا يروي، لن يقدم لك العالم شيئ يشبعك، ربما يشبعك قليلًا ولكن لن يشبعك مدى الحياة. فهناك يهتم بالشهرة مهما شرب لا يشبع وفى واحد يشرب من المال والمناصب ولن يشبع سوف يعطش، فلتجعل الماء الذي تشرب منه هو الماء الحى ويقصد بها الحياة الروحية التي لا تستطيع ان ترويها عندما تقف للصلاة وترفع يدك فانت تشرب من الماء الحى وعندما تتقدم للتوبة والاعتراف والاسرار المقدسة فانت تشرب من الماء الحى وترتوى ،ونسمع داود النبي في مز 42 بيقول ” “كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي. متى أجيء وأتراءى قدام الله.” يا بخت الانسان المشتاق دائماً لربنا وللماء الحى من لا ينشغل بالتراب والأرض وفقط فكره نحو السماء، ومحطة المنتصف تقول لك انتبه هل استفدت أم لا؟ ومن حكمة الكنيسة انها وضعت قصة السامرية في المنتصف. المحطة الأخير في الصوم هي “جمعة ختام الصوم” ونقرأ فيها الكلمات القاسية التي قالها السيد المسيح موجهها إلى أورشليم كما ذكرها إنجيل متى 23: 37 «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!” وتأتي العبارة التالية أكثر صعوبة “هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا”، فالكلمات موجهة للنفس، والنفس هي أورشليم، فكم مرة تأتي الفرصة من السيد المسيح ويضيعها الإنسان، فأين هي توبتك ونقاوتك وإرادتك؟ وكلنا نعرف المثل “سمكة كبيرة وميتة وسمكة صغيرة وحية والسمكة الميتة تمشى مع التيار لكن السمكة الحية لها أرادة وتستطيع ان تمشى عكس التيار. لذا فترة الصوم هي أيام ثمينة فلا تتركها دون استفادة من كل ساعة فيها، اقرأوا في الكتاب المقدس، اجتهدوا في الأصوام النباتية والإنقطاعية، والكنيسة تعلمنا الأصوام والنغمات والألحان الكثيرة، وإن لم يكن لك أعمال رحمة واضحة في حياتك فاصنع أعمالًا رحمة في حياتك، فلا يكن قلبك حجر وكن رحيمًا، فطوبى للرحماء على المساكين. نحن اليوم سعداء بتدشين هذه الكنيسة الجميلة فعلا كنيستكم حلوة وأول مرة آأتي إلى هنا وهى حلوة كمان بشعبها وبكل شعب عين شمس ونيافة الانبا هيرمينا كثير دعاني ولكن كنت أتأخر حتى جاء الوقت المناسب وافرح معكم وطبعا كل الإباء الأساقفة والاباء الكهنة فرحانين بالكنيسة الجميلة. ربنا يحفظكم ويبارك في حياتكم وكل بيت وكل الإباء الكهنة اللي يخدموا هنا والناس اللي في المسرح وفى الكنيسة الاثرية والقديمة والانبا تيموثاوس طبعا وكل الحضور. لإلهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد امين. |
|