القديس ثيؤفان الحبيس
أول ما يجب أنْ تفعله هو أنْ تتوب توبة حقيقية، لذا جاهد من أجل أدق اعتراف ممكن، ويجب أنْ يتبع هذه التنقية والتطهير تناول من الأسرار الإلهية ممَّا يزيد الإنسان قوة لكي يحيا حياة جديدة، وهذا التحول هو عربون حياة جديدة، والاعتراف والحِلّ هما تأكيدان لها، والتناول هو اتحاد مع المسيح، ومنذ ذلك الحين تبدأ النعمة في افتقاد الإنسان، ولكن كما أنَّ الطعام ضروري لحفظ الجسد كذلك الشركة من الأسرار الإلهية ضرورية للحياة الروحية، وإذ نُقدم لله حريتنا، نعود إليه كعبيد هاربين، فلِكيّ يستقبلنا الله، لابد أنْ نعترف ونقر بخطايانا ونتوب ونعد بعدم الرجوع للخطية كرة أخرى، ولابد أنْ نقتدي بالابن الضال الذي عندما عاد إلى أبيه سأله أنْ يقبله كأحد أجرائه، وبحسب ثيؤفان، أنْ نحيا في المسيح يعنى أنْ نحيا حياة إفخارستية قوية.
إنَّ الطريق بين دخول الحياة الجديدة وبين الاتحاد مع الله ليس بالقصير، وهذا الطريق لابد أنْ تملئه التدريبات النسكية والتنقية الداخلية، وبحسب ثيؤفان، هناك ثلاثة أنواع من الاتحاد مع الله: اتحاد عقلي، ويحدث فقط أثناء تحول الإنسان نحو الله وتجديد ذهنه، أمَّا الاتحادان الآخران فهما حقيقيان ولكن أحدهما خفيّ غير منظور للآخرين وغير معروف للنفس، بينما الآخر منظور للجميع.