رياح تحرش في المصالح الحكومية..

[Mary Naeem]

رياح تحرش في المصالح الحكومية..




وليد سلامصرخات النساء متواصلة في الدواوين والمصالح الحكومية، استغاثات البنات متصاعدة ضد هجمات التحرش التي لم تتوقف، دراسة جامعية حديثة فضحت المستور، وأكدت أن نسبة التحرش بلغت 68% حالة تحرش لفظى وبدنى وأن 54% من الموظفات يتقدمن ببلاغات ضد رؤسائهن، علماء النفس في موقف لا يحسدون عليه، قالوا: إنهم ملوا من الظاهرة ودراستها، وأكدوا أن المواجهة ليست إلا بتطبيق العقاب والقانون.

قبل أيام شكت موظفة في وزارة الاتصالات، قيام مسئول بالوزارة بالتحرش بها، وعندما تقدمت بشكوى تم نقلها إلى إدارة الأمن ثم بعدها بأيام ثم صدر قرار بفصلها.
وفى الهيئة العامة للسكة الحديد قالت أمل. د، موظفة: إن أحد المسئولين بالهيئة تحرش بها وبزميلاتها، وكان يتجاوز حدوده مع الموظفات مقابل صرف حوافز لهن للتغاضي عما يقوم به.
بينما قالت أميرة. س، طالبة مقيمة بشبين الكوم: إنها رسبت في مادة ما في السنة الرابعة في الجامعة وكانت تعيد السنة على هذه المادة فقط، وكان أستاذ المادة دائما ما يغازلها بكلمات، ويطلب منها أن يجلس معها في الكافتيريا خارج الجامعة، إلا إنها كانت ترفض وتتحجج بأن أخيها ينتظرها مرة وأبيها ينتظرها أخرى.
كما تقدمت ر. ز، موظفة في مديرية الرى بكفر الشيخ، ببلاغ ضد زميلها تتهمه فيه بالتحرش بها بألفاظ جنسية ومراودتها على نفسها وتحرر المحضر رقم 8746 لسنة 2015 قسم أول كفر الشيخ، وأمرت النيابة بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
بينما منى. ع، موظفة بإحدى الوحدات المحلية، تؤكد أن مديرها دائما ما يتعرض لها بكلمات الغزل الممزوجة بالإيحاءات الجنسية والنظرات إلى مناطق مختلفة من جسدها، حتى أنه كان يطلب منها دائما أن تأتى بالشغل إليه في مكتبه دونا عن بقية زميلاتها وزملائها ما اضطرها أن تتقدم بطلب نقل من الوحدة إلى وحدة أخرى.
من جانبها نشرت مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة "المتخصصة في الأبحاث الاجتماعية " ا"، دراسة تحدثت عن التحرش الذي يتعرضن له الموظفات في المؤسسات الحكومية، الدراسة أجراها كل من الدكتور محمد هريدى، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية والدكتور طريف شوقى أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أجريت على 100 سيدة من العاملات في المصالح الحكومية، وكانت نتائجها أن 68 % منهن تعرضن للتحرش الجنسى من قبل رؤسائهن أو زملائهن.
شملت الدراسة 100 سيدة منهن 64% متزوجات و36% آنسات، 41% منهن تعليمهن متوسط، و47% تعليم جامعي، و10% تعليمهن فوق الجامعي، ورصدت الدراسة السلوكيات التي يقوم بها المتحرشين مع الموظفات يبدأ باللمس بطريقة متعمدة بنسبة 78%، وبالنسبة للنظر إلى أماكن حساسة من الجسم بنسبة 76%، ومحاولة التقبيل بنسبة 73%، وامتداح القوام بنسبة 72% والتهديدات والإغراءات ليحدث تجاوب معه جنسيا وصلت لنسبة 72%.
وجاء بالدراسة أن نسبة 24% من النساء رأت أن لمس جزء من الجسم لا يعتبر تحرشا، بينما 22% من النساء رأين أن لمس اليد ليس سلوكا تحرشيا، بينما 27% منهن وجدن أن محاولة التقبيل، لا تعد تحرشا وهو ما يعنى حسب الدراسة، ارتفاع سقف ما يعتبر تحرشًا في أذهانهن، ليقتصر فقط على الممارسة الجنسية الكاملة، وهو ما قد يجعلهن أكثر تسامحًا وتحملًا لما عدا ذلك من سلوكيات قد تعتبر "تحرش" من وجهة نظر غيرهن.
وأكدت 46% من السيدات في الدراسة تعرضهن لتحرش لفظي فقط، بينما أشارت 68% إلى أنهن تعرضن للتحرش بشكل عام، منهن 46% لتحرش لفظي، و22% للتحرش اللفظي والبدني معًا.

فيما قال حاتم شعبان المنسق العام لحركة "امسك متحرش": إننا نتلقى بلاغات باستمرار بتعرض موظفات يعملن في المؤسسات الحكومية للتحرش كان آخرها تعرض موظفة في أحد البنوك الشهيرة تعرضت للتحرش من مديرها، كما تلقينا بلاغات كثيرة من بعض الجامعات بتعرض طالبات للتحرش من بعض الأساتذة، وتعرض الموظفات للتحرش في المؤسسات الحكومية منذ القدم وزادت في الفترة الأخيرة، موضحا أن نسبة البلاغات المقدمة من موظفات في الفترة الأخيرة، بلغت 50% من الحالات التي تتعرض للتحرش في المؤسسات الحكومية والجامعات بعد إقرار قانون للتحرش والآن وصلت النسبة 54% من المتقدمات ببلاغات ضد المتحرشين بالموظفات والطالبات، مؤكدا أن آخر حصر قمنا به في العيد الماضي، وصلت نسبة التحرش بالموظفات داخل المؤسسات إلى 47% بأنواعه المختلفة سواء باللمس أو باللفظ أو بغيره.
ورأى الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب، أنه لو تم عمل فحص نفسى للمسئولين قبل تعيينهم في المؤسسات لن يمنع عنهم أن يكونوا متحرشين فليس هناك علاقة بين العامل النفسي والتحرش لدى الشخص، مضيفا أن الموظف من الممكن أن يكون مناسب لوظيفة ما بأن يكون مديرا ومسئولا من الناحية النفسية والشخصية، وهذا لا يمنع أن يكون متحرشا بالموظفات لأن التحرش عبارة عن اضطراب في شخصية الفرد نفسه، لكنه ليس مرضا وبالتالي عندما نقوم بإجراء فحص يجرى الاختبار على الشخص على أساس وظيفته المعين لها.
أكد فرويز، أن التحرش يكون مسئولا عنه الرجل وأيضا المرأة في بعض الأوقات، فلو قام الشخص بالتحرش بامرأة وردت على الرجل بأسلوب عنيف وشديد سيمتنع الشخص عن التحرش بها مرة أخرى، ولو لم تفعل سيتمادى وسيكرر خطأه، موضحا " كنت أنصح دائما الأطباء الصغار عندما كنت أدربهم بمثل شعبى وهو "الطبق اللى نأكل فيه ما ينفعش بصق فيه" بمعنى أن المستشفى مكان أكل عيش فلا يجب أن ننظر لمريضة أو ممرضة أو طبيبة بشكل غير لائق.
وتابع فرويز، أن العلاج لهذه الظاهرة في المؤسسات الحكومية لابد أن يكون بالعقاب الشديد، وببتر هذه النوعيات لأن العضو الأعوج سيتسبب في تعطيل العمل.
وقال الدكتور إبراهيم مجدى استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس: إن الفحص النفسى للمسئولين قبل توليهم وظيفتهم عبارة عن اختبارات شخصية بها علامات ونتائج وبها معايير عالمية يجيب عنها لنعرفه أنه شخصية سيكوباتية أم هسيتيرية، أو غير ذلك واختبار ذكاء لنرى نسبة ذكائه إضافة لاختبارات اندفاعية لنحكم عليه مندفع أو متسرع أو متقلب المزاج، إضافة إلى فحص نفسى بالجلوس معه لنرى طريقة تفكيره، موضحا أن ظاهرة التحرش يقوم بها حاليا أساتذة جامعات ووزراء ورؤساء مجلس إدارة شركا ولا نستطيع من خلال هذا الفحص أن نعرف الشخص سيتحرش بالموظفات أم لا.
أضاف حسين، أنه من المفترض أن الموظفة عندما تتعرض للتحرش أن تتقدم بشكوى ضد المسئول وتوضع هذه الشكوى في ملفه لمنع ترقيته فيما بعد، موضحا أن علاج هذه الظاهرة في المؤسسات هو ردع الموظف ومعاقبته، إضافة إلى أنه لا بد من تشجيع الموظفات على أن من تتعرض منهن لظاهرة التحرش في مؤسسة ما أن تتقدم بشكوى ضد المسئول أو الموظف الذي قام بذلك، موضحا أنه من الممكن أن تتقدم موظفة بشكوى ضد موظف أو مسئول بالشغل ويتعاطف معه المسئول الذي تتقدم له بالشكوى ؛ لأنهم رجال مثل بعض.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز