|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكم الرجل الغَنِيّ على وكليه الخائن (لوقا 16: 2-8) "أَثْنى السَّيِّدُ على الوَكيل الخائِن، لِأَنَّه كانَ فَطِناً في تَصَرُّفِه. وذلِك أَنَّ أَبناءَ هذهِ الدُّنيا أَكثرُ فِطنَةً مع أَشباهِهِم مِن أَبْناءِ النُّور" (لوقا 16: 8). لم يقِّر السيد عبده الخائن لخيانته بل لفطنته، ولم يمتدحه على فضيلته بل على حكمته. أعجب السيد بذكاء عقل وَكيله، لكنه لم يُسر باعوجاج قلبه، والاّ فلماذا عزله عن وظيفته. عرف الوَكيل كيف يتصرّف بالمال تصرّفا ذكياً، كما عرف كيف يستعمل المال لخدمة الآخرين آملا أن يُحسنوا إليه كما أحسن هو إليهم فيؤمن مستقبله. فكر في أن يكون له أصدقاء يلجأ إليهم حينما يأخذ منه سيده الوَكالَة، وكأنَّه يطبق كلام يسوع "بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها واجعَلوا لَكُم أَكْياساً لا تَبْلى، وكَنزاً في السَّمواتِ لا يَنفَد، حَيثُ لا سارِقٌ يَدنو ولا سوسٌ يُفسِد " (لوقا 12: 32). إن أبناء هذا العالم يعرفون جيدًا كيف يدبِّروا حياتهم ومستقبلهم، حيث أن لديهم عزم ثابت علي بلوغ طموحاتهم في هذه الدنيا، ولا تعوزهم الوسائل لبلوغ غاياتهم، ولديهم غيرة واجتهاد في استعمال هذه الوسائل. أما أبناء النور، يعوزهم النظرة المستقبلية لحياتهم الأبدية. ونستنتج مما سبق انه لا يجوز لنا بأي شكل من الأشكال أن نسيء استعمال المال خاصة مال الغير. ويُعلق القديس كيرلس الكبير "لا يليق بنا أن نتمثل بهذا الوَكيل بتبذيره أموال الوَكالَة ولا بتلاعبه في الصكوك، وإنما نتمثل به بالتزامه بالحكمة والنظرة المستقبليَّة (الأبديَّة)". أبناء النور هم عكس أبناء هذا العالم وهم مدعوون كي يصبحوا وكلاء الحق الذي حمله السيّد المسيح لنا في تعليم التطويبات. قد تأتي لحظات مطلوب من أبناء النور اتخاذ قراراً مناسباً في وقت مناسب ولظرف مناسب كما فعل الوَكيل الخائن. |
|