منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 11 - 2013, 08:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,413

المصلح مارثن لوثر

المصلح مارثن لوثر
ولد في بلدة ايزلابن - مقاطعة سكسونيا في 10 تشرين الثاني عام 1483 مساء عيد القديس مارتن، فسمي مارتن تكريماً للقديس الذي وُلد يوم عيده .

كان أبوه رجلاً مستقيماً، وكانت أمه مارغريت امرأة تقية تخصص كثيراً من وقتها للصلاة، وقد أدرك زرع والداه في نفس أولادهما بذار التقوى، وإذ لاحظ والده ذكاء ابنه أرسله إلى مدرسة الفرنسيسكان في ماغدبورج ليواصل دراسته في الأدب والعلوم والموسيقى. وقد ألف وترجم ولحن عدداً من الترانيم.

عام 1501 كان أصغر طالب حصل على درجة البكالوريوس في الآداب. وبعد ذلك حصل على درجة الماجستير في العلوم. وحدث ما غير اتجاه حياته، لأن صديقاً حميماً له مات فجأة، فأخذ يسأل نفسه: ماذا يكون مصيره لو انقضت حياته بهذه السرعة؟ ولقد ساورته مخاوف الموت وهواجس الأبدية. وفيما كان سائراً وهو في حالة نفسية مضطربة، إذ بصاعقة تباغته، فألقى بنفسه على الأرض، وصرخ مستنجداً بالقديسة حنة أم العذراء مريم. ونذر أنه إذا سلم من الخطر سيصير راهباً.

سنة 1505 دخل لوثر الدير الأوغسطيني رغم اعتراض والده، حيث كان عليه أن يُخضع جسده لأنواع الإماتة، وأن يصوم ثلاثة أيام كل أسبوع وينام على أخشن فراش وبدون غطاء تقريباً حتى كاد جسمه يتجلد في صومعته الصغيرة، وكل ذلك إرضاء لله والخلاص من جهنم، وربح السماء .

وقد شغف بكتابات الآباء، وخاصة أوغسطينوس. ودرس في صومعته اللغتين اليونانية والعبرية.

عام 1507 سيم كاهناً. وحافظ لوثر على قوانين الرهبنة، ولذلك ظل الدير الأوغسطيني مقراً لإقامته. ثم حصل على الدكتوراه، وكان بقوة محاضراته وأسلوبه الرائع يجذب الطلاب. وبينما يشرح رسالة رومية. وصل إلى العبارة الأخيرة من الإصحاح الأول والعدد السابع عشر "أما البار فبالإيمان يحيا" شعر أن نوراً ربانياً جديداً أشرق عليه وأنار قلبه وعقله، فأدرك أن الحياة الأبدية لا تُنال بالتقشف وتعذيب الجسد، وإنما بالإيمان بنعمة الله المجانية. وهذه النعمة الممنوحة للإنسان مجاناً أصبحت أساس حركة الإصلاح "بالنعمة فقط أنتم مخلصون بالإيمان، وهذا ليس منكم، إنه هبة من الله، لا على أساس الأعمال، حتى لا يفتخر أحد." (أفسس 2: 8 و 9) .

وحدث أن نشأت نزاعات بين رئيس الرهبان العام وبعض الأديرة، فوقع الاختيار على لوثر كخير شخص يستطيع أن يعرض الأمر على البابا في روما. هناك أخذ يطوف في الأماكن المقدسة، ولكن سرعان ما امتلأ قلبه حزناً على حياة البذخ التي يعيشها الرهبان. وكانت الطقوس الوثنية وحياة الاكليروس الماجنة أموراً لا تطاق بحسب اعتقاده. ولما انتهت المهمة رجع أدراجه بخيبة مريرة.

في مواعظه كان يشدد على قول الكتاب: إن البار بالإيمان يحيا. ويؤكد أنه إله مُحب عطوف، لا غضوب منتقم، وإننا حينما نأتي إليه لا يلزم أن نأتي بحزمة من الأعمال الصالحة نرشوه بها لنحمله على حبنا، بل علينا أن نأتي إليه بضعفنا وعدم استحقاقنا، وبدالة وثقة البنين.

وكانت الكنيسة قد وضعت قوانين وأحكام كان يتحتم على الخاطئ أن ينفذها بدقة، وإلا فعليه أن يذهب إلى المطهر ليستوفي القصاص المصلوب. من هنا نشأت فكرة المطهر، فاندفع الناس إلى شراء الغفرانات. ولما صار لاون العاشر بابا عام 1513 وجد خزائن الكنيسة موشكة على الفراغ. وكان في حاجة شديدة إلى المال لتيسير أعماله، منها العمل في إصلاح وتوسيع كنيسة القديس بطرس، فاتخذ الطريق المألوف إلى جمع المال أي منح الغفرانات، فكان الراهب يوحنا تنزل يدخل المدن في موكب مهيب ويقيم صليباً كبيراً في وسط السوق، ثم يلقي عظة نارية يتحدث فيها إلى الشعب البسيط عن أقربائهم الذين يتألمون في اللهيب الأبدي، وهم يتوسلون إليهم لإنقاذهم. فنتج عن ذلك أن أخطأ الناس في تقدير هذه الغفرانيات وظن كثيرون منهم أنهم إذا أدوا مالاً لبناء كنيسة القديس بطرس، نجوا من كل قصاص تسببه الخطايا. هنا برز لوثر الذي كان يراقب تنزل وأعماله عن كثب. ويقال أنه علق احتجاجه الشهير الذي جمعه في 95 بنداً باللغة اللاتينية على باب كنيسة فتنبرغ داعياً الكنيسة الكاثوليكية لإيقاف أعمال تنزل وبيع الغفرانيات. وهذه بعض بنود الاحتجاج:

- الله يغفر الخطايا. وإن الإنسان لا يستطيع أن يشتري الغفران وخلاص نفسه بمبالغ معينة من المال. وأن الأعمال الصالحة لازمة، ولكنها لا تخلص الإنسان. وهي ثمرة الإيمان.

- الكتاب المقدس هو دستور حياتنا وهو فوق تقاليد الكنيسة التي نقبلها إن كانت لا تتعارض مع تعليم الكتاب المقدس .

- الأسرار المقدسة اثنان وليس سبعة، لأن المسيح لم يرسم إلا سرين (أو فريضتين) مقدسين هما المعمودية والعشاء الرباني .

- دعا لوثر الرهبان والراهبات والكهنة إلى الزواج إذ شاءوا ذلك. أما من أراد أن يبقى عازباً فإن حرية الخيار متروكة له وراجعة إلى ضميره .

بعد خصومات واعتراضات كثيرة بحق لوثر، أصدر البابا في حزيران 1520 مرسوماً بحرمان لوثر وإحراق كتبه، ما لم يسحب تعاليمه ويلتمس رحمة البابا خلال ستين يوماً. ويعتقد كثيرون من الباحثين في حركة الإصلاح أن إقدام البابا ليو على مثل ذلك القرار كان عملاً منافياً للمنطق.

مجمع ورمس: عقد هذا المجمع في مدينة ورمس سنة 1521. خلاله وقف لوثر أمام الإمبراطور بحضور خمسة آلاف شخص. وبعد لحظات من صمت رهيب قال المستشار البابوي: "يا مارتن لوثر، إن صاحب الجلالة يدعوك للإجابة على سؤالين:

أولاً: هل تعترف بأن هذه الكتب، مشيراً إلى حوالي عشرين مجلداً موضوعة على طاولة، هي تأليفك؟ وثانياً: هل أنت مستعد أن تسحب هذه الكتب وما تحتوي عليه، أم تصر عليها؟

فأكد لوثر أنه كاتبها، ثم صلى لوثر صلاة تعتبر أثمن وثيقة في تاريخ حركة الإصلاح، جاء فيها: رباه ما أفظع هذا العالم. فقد فتح فاه ليبتلعني أنا المسكين....إذا أنا اتكلت على قوة هذا العالم فقط، فشلت وضاع كل شيء! لقد صدر عليّ الحكم ولكنني لن أتركك ولو احترق جسدي وطرح على الأرض وقطع أرباً.. أرباً. إن القضية هي قضية البر والحق. إنها ليست قضيتي، بل هي قضيتك. وليس لي ما أتنازع بشأنه في هذا المجمع الذي اجتمع فيه عظماء العالم.....أنت اخترتني لهذا العمل وأنا أعرف ذلك يقيناً. قف يا إلهي إلى جانبي من أجل يسوع المسيح ابنك الحبيب. فهو قوتي وحصني الحصين." آمين.

ثم تابع لوثر قائلاً: لست أستطيع أن أخضع إيماني لا للبابا، ولا للمجامع، إذ هو واضح وضوح النهار، ومعروف للخاصة والعامة أن البابوات والمجامع أخطأوا. وكثيرا ما اختلفوا وناقضوا بعضهم بعضا. فإذا لم يثبت لي من الكتاب المقدس وبالمنطق السليم بأن ما كتبته وأصرح به هو خطأ، فأنني لا أسحب أقوالي، ولن أسحبها، إذ أنه من الأمور الخطرة أن يتكلم المسيحي ضد ضميره!

لم يعهد الأمراء مثل هذه الشجاعة وقوة الإيمان من قبل، فلم يستطع كثيرون منهم إخفاء إعجابهم، بينما وقع الآخرون في حيرة وارتباك. ثم حكم المجمع على لوثر وأتباعه بالهرطقة وأباح هدر دمهم.

غادر لوثر ورمس قبل صدور القرار النهائي عليه باختطاف دبره له فريدريك الحكيم. فاضطرب أصدقاؤه وحزنوا. وفرح أعداؤه وهللوا، لأنهم ظنوا أنه قُتل. وبذلك يكونوا قد تخلصوا منه.

ودعا لوثر قلعة فارتبورغ التي حجب فيها "باطمس" إشارة إلى جزيرة باطمس التي نفي إليها كاتب سفر الرؤيا. قضى بين جدران القلعة عشرة أشهر لم يعلم أحد به خلالها. وكتب مئات الرسائل، ولكن أروع ما كتبه كان ترجمته للعهد الجديد إلى لغته الألمانية، ليكون في وسع كل إنسان أن يقرأه. وإذا ما خرج من القلعة لأمر هام كان يلبس ثيابه العسكرية، لباس الفرسان آنذاك.

نهاية حياته: اشتد عليه المرض، وعندئذ اقترب منه القس جاست يونان وسأله: أيها الأب الموقر هل تريد أن تموت وأنت معتمد على يسوع المسيح ومتمسك بالتعاليم التي علمت بها؟ فبعد أن هدأت أنفاسه قال بصوت واضح ومرتفع، نعم. ثم بدأت تخفت أنفاسه وتخمد حركته، وانطلق الرجل إلى لقاء ربه في الثالثة صباحاً من يوم الخميس 18 شباط 1546 في المدينة التي وُلد وتعمد فيها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عاد لوثر إلى مقره وعزل الأمراء الألمان الذين انتصروا للراهب مارثن لوثر
مارتن لوثر كينج
مارتن لوثر
مارتن لوثر
مارتن لوثر كنج


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024