تأملاتها في مثل الزارع
23-" ويجب من أجل هذه المحبة أن نكون حارين بالروح، وأيضًا تبلغ كل واحدة منا إلى التمييز الذي هو أعظم شيء نقبله. واللاتي يندفعن في الكلام يرتدون للخلف". وقد قالت سينكليتيكي لهن: "لا نهمل المثل الذي جاء في الإنجيل عن الإثمار ثلاثين وستين ومئة (مت 13: 8، 9، 23). وأن تكون المئة هي تعهدنا الذي يجب أن نصل إليه، وذلك يكون بالاندفاع في تنفيذ الطقوس بانضباط وعفة. والذين يحيون بتعقل واعتدال يثمرون ثلاثين، ثم يرتقون إلى الأعلى (أي ستون ومئة)، لأن التقدم والنمو بتدرج أكثر فائدة. ونقائصنا تدفعنا بالأكثر إلى المجازفة. والنظر إلى ما هو أشر وأردأ فينا لا يوقف قوتنا الضعيفة، بل يدفعها للدخول إلى العمق، ويجعل النفس تتحمل الموت. لهذا فإن بعض الضعف في تمييز رسالة البتولية التي تحملونها يعثر أفكاركم، مثل إشاعتكم للأخطاء التي تسمعون عنها، والكلام عن الآخرين هو من الشيطان، أما السلوك بتعقل واعتدال يجعلنا جديرين بـ300 ضعف، ويحفظ النفس ببساطة من كل ما هو قديم وبالى، ولتعرف النفس أن هذا هو هدف العدو. ولأن التحرر من النقائص الكثيرة يقود النفس إلى الراحة، مثل هروب الجندي من العقاب، لأن النفس التي لا تتغير أثناء الحرب تستحق العفو، وتحصل على الخلاص من العقوبة. وينبغي كما قلت سابقًا أن نتخطى الاحتياجات الكثيرة، كما علمنا الرسول أنه يجب أن: "أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (فى 3: 14). وينبغي حينما نقوم بعمل ثمر المئة فلا نحصر أنفسنا فيها، لأن الرقم ليس هو نهاية البذل، لأنه قال: "كذلك أنتم أيضًا إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون. لأننا عملنا ما كان يجب علينا" (لو 17: 10)".