العصبيّات، بكلّ أشكالها، عصبُ السّياسة الدّوليّة!. ما حصل ليسوع حاصل كلّ يوم في العالم!. الوجوهُ ممسوحة ممسوخة!. لذا، الأشخاص يتغيّرون لكنّ الرّوح باقية إيّاها!. أما يكفي قول تشرشل، ذات يوم، دليلاً، أنّه لا أصدقاء لنا بل مصالح؟!. الرّوح العصبيّة تفرض سلوكًا خاصًّا، شئت أم أبيت، وإلاّ لا تعمل في السّياسة!. إنسانيّة الإنسان تمسي نسبيّة، تصحّ، في الممارسة، على قوم دون سواهم!. لذا لا تعود إنسانيّةُ الإنسان إنسانيّةً، إلاّ لدى قلّة، هنا أو هناك!. تستحيل، بمعنى، إنسانيّات عصبيّة!. ما همّ، والحال هذه، مَن صَلَب يسوع، الّذي هو الكلمة والحقّ، طالما الوجوه، عمليًّا، ممسوحة، والرّوح العصبيّة المستبدّة بالنّفوس واحدة!. ما دامت كلمة الحقّ مصلوبة، فيسوع مصلوب… في كلّ إنسان!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان