كلمة قداسة البابا عقب تدشين كاتدرائية دير القديس مقاريوس بوادي النطرون
(برية شيهيت)
البابا تواضروس
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين
تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد. آمين
يوم مبارك تدشين هذه الكاتدرائية على اسم القديس العظيم مكاريوس الكبير أب برية شيهيت، ويوم التدشين هو اليوم الختامي في إنشاء الكنيسة أو الكاتدرائية، وهو بمثابة شهادة الميلاد للمكان، وكلمة تدشين كما حضراتكم تعرفون معناها تخصيص أو تكريس أو أن هذا المكان صار مخصص ومدشن على اسم القديسين المذكور أسمائهم وفي هذا اليوم أيضًا نُسمي المذابح للكنيسة أو الكتدرائية وصلوات التدشين هي صلوات تتم مرة واحدة في السنة ومرة واحدة في عمر الكنيسة وهذه الصلوات مثل سر المعمودية بالضبط تمر ب 3 مراحل،
المرحلة الأولى: صلوات مأخوذة من تدشين هيكل سليمان في العهد القديم وكلها عبارات طلب الرحمة من الله أنه سمح لنا وأعطانا فرصة أن يكون له مسكن في وسطنا وصلوات هذه المرحلة يكون فيها المرد (يا رب ارحم) أو (كيرياليصون) وهي الطلبة الوحيدة التي نستطيع قولها عندما نقابل المسيح ،
المرحلة الثانية: نصلي صلوات نختمها برشم المذبح بعلامة الصليب بدون زيت الميرون ونقول أن هذا المذبح الذي سنقدم عليه الذبيحة سيقدم لنا نِعم كثيرة، مثلاً سيقدم لنا ذهنًا نقيًّا لأن عند المذبح نتوب ونطرح كل خطايانا وأيضًا عند المذبح سيعطينا فرصة خيرات الفضائل ونمارس حياة الفضيلة ونقتني من وراءها خيرات، وهذا المذبح سيكملنا ويجمّلنا، فهذا المذبح هو المحطة التي نتقابل فيها مع الله ونطلب ما نريد لكي نعيش حياة التقوى والنقاوة، ولهذا المرد عندما نصلي يكون كلمة (آمين) وتعني استجب يا رب،
والمرحلة الثالثة والأخيرة: نبدأ في صب زيت الميرون ونقول ماذا سيكون اسم المذبح مثل شهادة الميلاد بالضبط وأين سيكون مكانه ونحدد موقعه الجغرافي، فمثلاً هذا المذبح القبلي على اسم القديس يوحنا القصير وهذا هو الاسم ثم هذا المذبح في كاتدرائية اسمها كاتدرائية القديس مكاريوس الكبير وهي موجودة في دير اسمه دير أبو مقار والموجود في منطقة وادي النطرون ونقولها أيضًا بالاسم القديم الاسم القبطي برية شيهيت،
وحينها بعد مسح المذبح بزيت الميرون نقول المرد كله (الليلويا) أي أن المذبح صار هو الذي يعطينا روح الفرح وهو الذي يملأنا بالسعادة والفرح لأن (الليلويا) معناها سبحوا الله مما يعني أن المذبح يجعل كل واحد منا كأنه هو الليلويا، أي أنت كإنسان أو كهنة أو رهبان في البرية يصير الإنسان هو إنسان الليلويا (إنسان الفرح) وهذا هو هدف الكنيسة وهدف صلواتنا وهدف رهبنتنا وهدف حياتنا كلنا أن نصير بشر فرحين بالمسيح الساكن فينا وفرحين بطريقنا إلى الأبدية، هذا هو الخلاصة،
ونقول الليلويا بنغمة الفرح والسعادة لهذا التدشين، وبالأمس كان تذكار إعادة جسد القديس أو مقار وهو في ١٩ مسرى والموافق ٢٥ أغسطس ونحتفل به اليوم وسنقرأ سنكسار أمس اليوم أيضًا لأنه تذكار تدشين هذه الكاتدرائية، ونتذكر طبعًا كل الأحباء الذين تعبوا في إنشاء كاتدرائية بهذه الصورة الرقيقة والجميلة ونتذكر المتنيح نيافة الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس الدير ونتذكر أنه هو مَن وضع حجر الأساس لهذه الكنيسة وخطط لها في البداية واستكمل الآباء الأحباء في هذا الدير مع المهندسين والفنيين والعمال وكل آباء الدير استكملوا العمل حتى اكتمل بهذه الصورة الجميلة والتي نفرح بها جميعًا بحضور الآباء الأساقفة والآباء الكهنة وحضور بعض الآباء من أديرة أخرى وحضور الأراخنة وحضور الشمامسة وحضور كل الشعب هو سبب الفرحة ،
ويكون هو العيد السنوي لتدشين الكنيسة وتدشين الكاتدرائية ونحتفل به على مر الزمن بيوم التدشين وهو يوم الفرح ويوم النعمة التي أعطاها الله لنا بوجود هذه الكاتدرائية ، ربنا يبارك كل مَن تعب ومَن له مجهود فيها ويجعل هذا المكان مكان صلاة مقبولة أمام الله على الدوام